فلما بَلَغَ ذلك رسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ دَخَلُوهَا لم يخرُجوا مِنها، إِنَّمَا الطَّاعَةُ
فِي المَعْرُوفِ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي
مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ» ([2])، وقالَ تَعالى في الوَالِدَيْن:
﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ﴾ يَعني الوَالِدَيْن
﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ
أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا
فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ
إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [لقمان: 15].
ولكن ليس مَعنى ذلك أنها تَنخلِع طَاعة وَلِيّ الأمرِ إذا أَمَرَ بمعصيةٍ،
لكن لا يُطَاع في هذه المَعْصِيَة، وتَبْقَى طاعتُه فيما ليس بمَعصيةٍ: هذا مَعنى
أنه لا طاعةَ لمَخلوقٍ في مَعصية الخَالق، فلا يُقال: إن اللهَ أمرَ بطاعةِ وُلاةِ
الأمورِ، وأَمَرَ ببِرِّ الوالدينِ في كُل شيءٍ، نقولُ: نَعَمْ، اللهُ أمرَ بطاعَة
ولاةِ الأمورِ بالمَعروف، وأمرَ ببِرِّ الوالدينِ لكنْ بالمَعروف، لا في مَعصية
اللهِ سبحانه وتعالى.
قوله: «ولا يشهدُ على أحدٍ ولا يشهدُ له بعملِ خَيرٍ ولا شَرٍّ» هذه مَسألة الشهَادة بالجَنة أو النارِ للمُعَيَّن؛ فلا يُشهَد لمُعيَّنٍ بجنةٍ، ولا يُشهَد له بنارٍ إلا بدليلٍ من الكِتاب والسنَّة، أما من لم يَدُل دليلٌ على أنه من أهلِ الجنَّة حتى ولو كان صالحًا مؤمنًا، لأننا لا نَدري ما يُختَم له.
الصفحة 2 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد