هم الجَماعة الذين أَمرنا الله أن نكُون مَعهم، وأمَرنا النبي صلى الله
عليه وسلم أن نكُون معهم، ونَهانا عن مُفارقتهم، وهم السّواد الأَعْظم الّذي على
الحَق، وعلى الهُدى، فالذين يُجَهِّلون السلف، ويُقَلِّلون من شَأنهم، ويقولون: هم
رِجال ونحن رِجال، ويقولون: لا مانعَ من أن نُحدث أشياءَ ولسنا مُلزمين باتّباع
السلفِ وأقوالِ السّلف؛ فهذا ضلالٌ والعِياذ بالله، هذا فَصل لآخِر هذه الأمّة عن
أولها، وإذا انفصَل آخِرها عن أوَّلها هلكتْ، وهم يُريدون أن يُهلكوا الأمّة،
فجاؤُوا بهذه الحِيلة: وهي فَصل الآخِرين عن أوَّل الأُمة.
يُوجد الآن من يُحذّر من مَذهب السّلف، ويُحذر من الرّجوع إلى أَقْوالهم،
ويقول: هذا زمانٌ مَضى، فيحذّر مما عليه السّلف، ويَحث على الابتكَار في الدّين!
الدينُ تَوقيفي، وهو اتباعٌ، وليس ابتداعًا وابتكارًا، الابتكَار يكُون في
الصّناعات والمَنافع الدُّنيوية، أما الدين فلا يُحْدث فيه شَيء بعدَ وفاةِ
الرّسول صلى الله عليه وسلم، لأن التشريعَ انتَهى بوفاةِ الرّسول صلى الله عليه
وسلم، فما علينا إلا الاتّباع، وألا نُحْدِث شيئًا من عندنا، ونقول: هذا هو الذي
يَصْلُح لهذا العَصر، الإمام مَالك رحمه الله يقول: «لا يُصْلِحُ آخِرَ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا»
الذي أصلحَ أوَّلها هو الكِتاب والسنّة، فلا يُصلح آخِر هذه الأمّة إلا الكِتاب والسنّة،
واتِّباع هَدي السّلف الصالِح.
قوله: «والسَّواد الأَعْظم: الحَق
وأَهْله» السّواد هم أَهل الحَق، وأَهله المُتمسكون به، وليس مَعنى السّواد
الأَعظم مُجرد الكَثرة، مَعنى السّواد الأَعظم: من كان على الحَق، ولو كَانوا
قَليلين، فهم السّواد الأَعظم،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد