×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: والإِيْمانُ بأَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أُسْرِيَ بِهِ إِلى السَّماءِ، وصار إِلى العرشِ وكلَّم اللهَ تبارك وتعالى، ودخل الجَنَّةَ، واطَّلع إِلى النَّار، ورَأَى الملائِكةَ، وسمِع كلامَ اللهِ عز وجل، ونُشِرَتْ له الأَنْبياءُ، ورَأَى سُرَادِقَاتِ العرشِ والكُرْسِيَّ وجميعَ ما في السَّماوات وما في الأَرْضين في اليَقْظَةِ، حَمَلَهُ جِبْرِيْلُ على البُرَاقِ حتى أَدَارَهُ في السَّماوات، وفُرِضَتْ عليه الصَّلَوَاتُ الخمسُ في تلك اللَّيلة، ورجع إِلى مَكَّةَ لَيْلَتَه، وذلك قبلَ الهِجْرة.

**********

قوله: «والإِيْمانُ بأَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أُسْرِي به إِلى السَّماءِ» هذا من معجزات الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فمِن الإِيْمان بالرَّسُول صلى الله عليه وسلم: الإِيْمانُ بمعجزاته الدَّالةِ على صِدْقِ رسالتِه صلى الله عليه وسلم، وأَعْظمُ معجزاتِه: القُرْآنُ، والسُّنَّةُ، هذه أَعْظمُ معجزات الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وهي المعجزةُ الباقيةُ إِلى أَنْ تقومَ السَّاعةُ.

وكذلك مِن معجزاته صلى الله عليه وسلم: الإِسْراءُ والمِعْرَاجُ، الإِسْراءُ: وهو السَّيْرُ في اللَّيل، والمِعْراجُ: وهو الصُّعُودُ. وقد أُسْرِيَ به ليلاً من المسجدِ الحرامِ في مَكَّةً إِلى المسجدِ الأَقْصى في فِلِسْطِيْنَ، في ليلةٍ واحدةٍ، بصُحْبَةِ جِبْرِيْلَ عليه السلام، وعُرِجَ به إِلى السَّماءِ من بَيْتِ المَقْدِسِ. وكيف أَنَّه سار في ليلةٍ واحدةٍ مِن مَكَّةَ إِلى بيتِ المَقْدِسِ ثم عُرِجَ به إِلى السَّماءِ، ثم نزل من السَّماءِ، ثم رجع إِلى مَكَّةَ في ليلةٍ واحدةٍ؟ هذا بقُدْرَةِ اللهِ جل وعلا التي لا يُعْجِزُهَا شيءٌ، لا بقُدْرَتِه هو عليه الصلاة والسلام. بل بقُدْرَةِ الله التي لا يُعْجِزُهَا شيءٌ، أُتِيَ بالبُرَاقِ وهي دابةٌ سريعةُ المَشْيِ، خطوُها عند مَدِّ بَصَرِها، فرَكِبَها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وصَحِبَهُ جِبْرِيْلُ إِلى بيتِ المَقْدِسِ، هذا هو الإِسْراءُ.


الشرح