×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: والإيمانُ بنزولِ عِيسى بن مريمَ عليه السلام، يَنزل فيَقْتل الدجَّال، ويتزوَّج، ويصلِّي خلفَ القائمِ مِن آلِ محمَّد صلى الله عليه وسلم، ويموتُ ويدفنُه المسلمونَ...

**********

 قوله: «والإيمانُ بنزولِ عيسى عليه الصلاة والسلام » وهو مِن عَلامات الساعَة الكُبرى.

«نزولُه» يَعني من السمَاء؛ لأن اللهَ رَفعه لما أرادَ اليَهود قَتْله وجَاؤوا إليه ليُباشروا قَتله وصَلبه ودخلُوا عليه، رَفعه الله مِن بينِ أيدِيهم وهُم لا يَشعرون، وألقَى شبهَه على رجلٍ، فقَتلوا ذلك الرجُل يظنونَ أنه المَسيح، وليسَ هو، قالَ تعالى: ﴿وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا [النساء: 157] فألقَى اللهُ شبهَه على هذا الرجُل.

قِيل: لأن هذا الرجُل هو الذِي دَلَّهم عليه، فعَاقَبَه اللهُ.

وقِيل: إنه من أَتْبَاع عيسَى من الحَوَارِيِّين قال له عِيسى عليه السلام: سيُلْقَى عليك شبهِي وتكُون لك الجَنة، فصَبر الرجُل وتقبَّل هذا الشبهَ والقَتْل والصَّلْب، لأنه يريدُ الجنَّة بذلك.

قوله: «يَنزل فيَقتل الدَّجال» يَقتل الدجَّال ببابِ لُدٍّ وهو مكانٌ مَعروف، يَطلب عِيسى بن مَريم عليه السلام الدجَّال، فإذا رآه ذابَ، كما يذوبُ المَلْح في المَاء، ثم يَدنُو منه فيَضْربه بحَرْبَتِه، فيَقْتُله.


الشرح