قوله: «ويتزوَّج، ويُصلي خلفَ
القائمِ من آلِ مُحمد صلى الله عليه وسلم »، قوله: «يتزوَّج» جاء في بعضِ الآثَار لكنَّه لم
يَثْبُت، أما أنَّه يُصلِّي خَلْفَ المَهْدِيّ فهذا ثابتٌ، يطلبُ مِنه المَهْدِيّ
أن يُصلِّي بالمُسْلِمِين، لأنه يَنْزل وَقْت صَلاَة الفَجْر، والمُسْلِمون
مُجْتَمِعون للصَّلاة فيَطْلب منه المَهْدِيّ أن يُصلي بالمسلمينَ، فيقُول
المَسيح: «لاَ، بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ
أَئِمَّةٌ» ([1])، فيُصلي خَلف
المَهْدي.
والقائمُ: هو المَهْدي، مُحمد بن عبدِ الله، اسمُه كاسمِ الرسُول صلى الله
عليه وسلم، واسْمُ أبيه كاسمِ أبي الرَّسول، وهو مِن بَيْت الحَسَن بن عليٍّ رضي
الله عنه. قالوا: الحِكْمة - واللهُ أعلمُ -: أن الحَسَنَ رضي الله عنه لما
تَنَازل عن الخِلافة لمُعاويةَ رضي الله عنه من أَجْلِ حَقْن دِماء المُسْلِمين،
أَكْرَمَه اللهُ فجَعَلَ المَهْدِيّ من ذُرِّيَّتِه.
قوله: «ويموتُ ويَدْفِنه المُسلمون» هذا في القُرآن قالَ تَعالى: ﴿وَإِن مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا لَيُؤۡمِنَنَّ بِهِۦ قَبۡلَ مَوۡتِهِۦۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكُونُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا﴾ [النساء: 159] فهو يَمُوت كما يَمُوت سَائِر البَشَر، ﴿وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ﴾ [الأنبياء: 34] فهو يَمُوت عَليه الصَّلاة والسلامُ في آخِر عُمرِه الذِي كَتَبَه اللهُ له، ويَدْفِنه المُسلِمون كما يَدْفِنون مَوْتَاهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (156).
الصفحة 2 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد