قال
المؤلِّف رحمه الله: واعلمْ أن الخُروج عن الطريقِ على وَجْهين: أما أحدُهما فرجلٌ
قد زَلَّ عن الطريقِ، وهو لا يُريد إلا الخَيْر؛ فلا يُقتدَى بزَلَّتِه فإنه هالكٌ،
ورجلٌ عاندَ الحَقَّ وخَالف من كان قبلَه من المُتَّقين؛ فهو ضالٌّ مُضِلٌّ، شَيطان
مَرِيد في هذه الأمَّة، حَقِيق على من عَرفه أن يُحذِّر الناسَ منه، ويبيِّن للناسِ
قِصَّته، لئلاَّ يقعَ في بِدعته أحدٌ فيَهْلك.
**********
لما وصفَ الشيخُ رحمه الله في الكَلام السابقِ الطَّريق الصحِيح الَّذي
يَجِب أن يسيرَ عليه المُسْلِم في عَقِيدته ودِينه، ذكرَ أن من يَخْرُج عن هذا
الطريقِ فهو أَحدُ رَجُلين:
الرجلُ الأوَّل: من خرجَ غَيْر مُتعمِّد، بل يُريد الخَيْر لكنه سَلَكَ
طَرِيقًا غير الخَيْر، والاجتهَاد لا يَكْفِي، وإن كانتْ نِيّة صَاحبه صَالحةً،
ومَقْصِده حسنًا، لابُدَّ أن يكون مع ذلك عَلى الطَّريق الصحِيح، فهذا يُعتبر
مخطئًا، ومن وافقَه على ذلك وسارَ معه على الخَطَأ وهو يَعلم خَطأه فهو هالكٌ، لأن
هذا طريقُ هلاكٍ، حتى ولو لم يتعمَّد صاحبُه الخُروج وإنما هو يَلْتَمِس الخَير.
وهذا هو حَال الكثيرِ من الَّذين يَبتكرون ابتكاراتٍ من عند أنفسِهم في
عِلم العَقيدة، فهذا أمرٌ لا يَجوز، ولا يُتابعون عليه، وصَاحبه ليس على صَواب،
واللهُ جل وعلا يقول: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا
صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ
بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153]،
فأيُّ سبيلٍ يُخرجنا عن الصِّراط المُستقيم فنحن نَرفُضه ولو كان صَاحبه يَقصد
الخيرَ، ونِيّته طَيبة، فنَحن لا نتَابعه على ذلك،
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد