وهو إن استمَرَّ على خطَئه
فسَيؤول إلى الهَلاك، لأن من تركَ الطريقَ الصحِيح في سَفره وأخذَ طَريقَ مَضيعةٍ
هَلَك.
أما الرجُل الثَّاني: فهو المتعمِّد للخُروج، فهو يَعرف الحَقّ، ويَعْرف أن
ما خَرج إليه أنه باطلٌ لكن يتعمَّد الخُروج عن الحَق، يَقصد إضلاَل النَّاس.
الأوَّل قَصده إصلاَح الناسِ لكنه لم يَسلك الطريقَ الصحيحَ، والثَّاني
قَصد إضلالَ الناسِ، وصَرفهم عن الطَّريق الصحِيح، فهذا شَيطان، لأن الشياطينَ
يُخرِجون الناسَ عن الصراطِ المُستقيم، يقول إِبْلِيسُ لرَبِّه عز وجل: ﴿قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي
لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الأعراف: 16]
يُريد أن يَصرفهم عنه إلى الطُّرُق المُنحرِفة.
والنَّبي صلى الله عليه وسلم ضربَ لهذا مثلاً حِينما خَطَّ خَطًّا
مُسْتَقِيمًا، وخَطَّ حَوْلَه خطوطًا أُخْرى، فقالَ للخَطِّ المُستقيم: «هَذَا صِرَاطُ اللهِ» وقال للخُطوط
الأُخْرى: «وَهَذِهِ سُبُلٌ، عَلَى كُلِّ
سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهَا» ([1]) هذا مِثال واضحٌ.
ويُطابقه ما ذكَره الشيخُ هنا؛ فإن الَّذي يَخرج بالناسِ عن الصّراط المُستقيم إلى السّبُل المُحدَثة المُبتدَعة، لا يُريد لهم الخَير، وإنما يُريد لهم الهَلاك وهو شَيطان، سواءٌ كان من شَياطين الجِن أو مِن شَياطين الإِنس، علينا أن نَحذر من هذا أشدَّ من الحَذَر من الأوّل، لأن هذا متعمِّدٌ لإضلالِ الناسِ.
([1]) أخرجه:الدارمي رقم (208)، وأحمد رقم (4142)، والطيالسي رقم (241).
الصفحة 2 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد