×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: ولا يَقول في صِفات الربِّ تعالى: كيف؟ ولِم؟ إلا شاكٌّ في اللهِ تبارك وتعالى.

قال المؤلِّف رحمه الله: والقُرآن كَلام اللهِ وتَنزيله ونُوره، ولَيس مخلوقًا؛ لأن القُرآن من اللهِ، وما كان مِن اللهِ فلَيْس بمَخْلوقٍ، وهكذا قالَ مَالك بن أنسٍ، وأَحْمَد بن حَنْبل رحمَهم اللهُ، ومن قَبْلَهما من الفُقَهَاء ومن بَعْدهما، والمِراء فيه كُفرٌ.

**********

لا يُسأل عن الكَيْفِية، ولا يُسأل عن التعليلِ لِمَ قالَ كذا؟ بل يُسلَّم للهِ عز وجل، لأنه لا يَعْلَم الكَيْفِية إلا سبحانه وتعالى.

قوله: «والقرآن كَلام الله وتَنزيله ونُوره، ولَيس مخلوقًا» من اعتقادِ أَهل السنّة والجَمَاعة: أن القُرآن كَلام الله، تكلَّم به حَقِيقة، وسَمِعَه منه جِبْرِيل، ونَزَلَ به عَلى مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، هذه عَقيدةٌ لم يُخالِف فيها أحدٌ من أهلِ العِلم السائِرين على سُنَّة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

وإنما خَالَفَ فيها أهلُ الضَّلال من الجَهْمِيَّة أَتْبَاع الجَهْم بن صَفْوَان، وأَفْرَاخ الجَهْمِيّة من المُعْتَزِلَة، والزَّيْدِيَّة، والشِّيعَة، كُل هؤلاء أَخَذُوا عن الجَهْمِيّة هذه المَسْألة.

وكذلك الإِبَاضِيّة كُلهم يَسِيرون على هذا المَنْهَج المُخَالِف لمَنْهَج أَهْل السنَّة والجَمَاعة، فيَرَوْنَ أن القُرآن مَخْلُوق، لأن اللهَ عِندهم لا يُوصَف بأنه يتكلَّم، كما أنه لا يُوصَف بالسمعِ والبَصَر والعِلْم والإرادَة، وغَيْر ذلك عِندهم، ولا يُوصَف بأن له وجهًا، وأن له يَدَيْنِ، إلى غَير ذلك.


الشرح