×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المُؤَلِّفُ رحمه الله: والرِّضى بقضاءِ الله.

**********

﴿وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١١١بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ١١٢ بلى نقض لنفيهم، يعني: يدخلها ﴿مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [البقرة: 111- 112].

﴿مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ أَيْ: أَخْلَصَ عملَه للهِ، ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ أَيْ: مُتَّبِع للرَّسُول صلى الله عليه وسلم من كلِّ أَحدٍ، من اليهود، من النصارى، من سائِرِ العالم، بهذين الشرطين: الإِخْلاصِ والمتابعةِ.

«الرِّضى بقضاءِ الله» الإِيْمانُ بالقضاءِ والقَدَرِ رُكْنٌ من أَرْكانِ الإِيْمانِ السِّتَّةِ، «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).

وهو: أَنْ تعتقدَ بأَنَّ اللهَ قدَّر الأَشْياءَ، وقضاها سبحانه وتعالى في الأَزَلِ وكَتَبَها في اللَّوح المحفوظِ، وخَلَقَها وأَوْجَدَها بمَشِيْئَتِهِ سبحانه وتعالى؛ فالإِيْمانُ بالقضاءِ والقَدَرِ يتضمَّن أَرْبعَ مراتبٍ.

المرتبةُ الأُولَى: مرتبةُ العلم. وهو أَنَّ الله علم بعلمِه الأَزليِّ الأَشْياءَ قبلَ وجودِها.

المرتبةُ الثَّانيةُ: الإِيْمانُ بأَنَّ الله كَتَبَ الأَشْياءَ في اللَّوحِ المحفوظِ قبلَ وجودِها قال تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [الحديد: 22].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).