قوله: «فهو ضالٌّ مُضِلٌّ، شَيطان
مَرِيد» أي: هو ضالٌّ في نفسه، ومُضِلٌّ لغيره، وهو شَيطان مَرِيد، متمرِّدٌ،
يُريد صَرْف الناسِ عن الصّراط المُستقيم.
قوله: «حَقِيق على من عَرفه أن يحذِّر
الناسَ منه، ويبيِّن للناسِ قِصَّته، لئلاَّ يقعَ في بِدعته أحدٌ فيَهلك» أي:
هذا الّذي خَرج عن الحَق متعمِّدًا لا يَجوز السكُوت عنه، بل يَجِب أن يُكشَف
أَمْرُه، ويُفضَح خِزْيه حتى يَحذره النَّاس.
ولا يُقال: الناسُ أحرارٌ في الرأيِ، حُرية الكَلمة، احتِرام الرأيِ
الآخَر! كما يُدَنْدِنون به الآنَ، من احترامِ الرأيِ الآخَر، فالمَسألة ليستْ
مَسألة آراءٍ، المَسألة مَسألة اتِّباع، نحن قد رسمَ اللهُ لنا طريقًا واضحًا،
وقالَ لنا سِيروا عَليه حِينما قال: ﴿وَأَنَّ
هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ﴾ [الأنعام: 153].
فأيُّ شخصٍ يأتينا ويُريد مِنَّا أن نَخرج عن هذا الصِّراط فإنَّنا:
أولاً: نرفُض قولَه.
وثانيًا: نبيِّن ونحذِّر الناسَ منه.
ولا يَسعُنا السكُوت عنه، لأنّنا إذا سكتنَا عنه اغترَّ به الناسُ؛ لا
سِيّما إذا كان صَاحب فَصَاحة ولِسان وقَلم وثقافةٍ، فإن الناس يغترُّون به،
ويقُولون هذا مؤهَّل، هذا من المُفكِّرين، كما هو الحَاصل الآنَ، فالمَسألة خطيرة
جدًّا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد