بحيثُ يعبدُ غيرَ اللهِ
فهذا كُفْرٌ، وإن كَانت المُفارقة دونَ ذلك فهي ضَلالٌ، فمُفارقة الجَماعة لا خيرَ
فيها، وفي الحَديث: «عَلَيْكُمْ
بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ يَدَ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ» ([1]).
ولما أخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حُذَيْفة بن اليَمَان بما يَحصُل من
الفِتَن والتفرُّق قالَ له حُذَيْفة: ما تَأمُرني إن أدركَني ذلك؟ قال: «تَلْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ
وَإِمَامَهُمْ» ([2])، فالجَماعة لا
تكُون إلا بأمرَيْنِ:
الأمر الأول: أن يكُون منهجُها الكِتاب والسنَّة. ليس مَنهجُها
مَذْهبَ فُلانٍ ولا قولَ فلانٍ، بل الكِتاب والسنَّة.
الأَمْر الثَّاني: أن يكُون لها إمامٌ مُسلم يَقُودها، وتَرْجِع إليه، لا
يُمْكن أن تَجْتمعَ جماعةٌ بدُون إمامٍ، لابُدَّ من إمامٍ يكُون مَرْجِعًا لها،
ولهذا قالَ لحُذَيْفَة: «تَلْزَمْ
جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ» قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ
جَمَاعَةٌ، وَلاَ إِمَامٌ؟ قال: «فَاعْتَزِلْ
تِلْكَ الْفِرَقَ» أَمَرَه أن يَعْتَزِل تلك الفِرَق فلا يكُون إلا مع جَماعة
المُسلمين، ولا يكونُ مع جَماعاتٍ غَير جماعَة المُسلمين، بل يَبْقَى وَحْدَه على
الحقّ إلى أن يأتيَه المَوْت وهو عَلى ذلك.
فهذا فيه أنه لا يكُون الإنسانُ مع الجَماعات المُخالِفة لمَنْهَج الحقّ، ولا يكُونون جَماعة إلا بشَرْطَين:
([1]) أخرجه: النسائي رقم (4020)، والحاكم رقم (398)، والبيهقي في «الشعب» رقم (10574).
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد