قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: وكلُّ ما سمعت من الآثار شيئًا ممَّا لم يبلغه عقلُك، نحوُ
قولِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: «قُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ
أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عز وجل »، وقولِه «إِنَّ اللهَ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا»،
وينزل يومَ عَرَفَةَ، وينزل يومَ القِيامة، وإِنَّ جهنَّمَ لا يزال يُطْرَحُ فيها حتى
يَضَعَ عليها قَدَمُه جلَّ ثناؤُه، وقولِ الله تعالى للعَبْدِ: «وَإِنْ مَشَيْتَ إِلَيَّ
هَرْوَلْتُ إِلَيْكَ»، وقوله: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»، وقولِ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ».
وأَشْباهُ
هذه الأَحاديثِ، فعليك بالتَّسْليم والتَّصْديقِ والتَّفْويضِ والرِّضى، ولا تُفسِّر
شيئًا من هذه بِهَواكَ فإِنَّ الإِيْمانَ بِهذا واجبٌ، فمن فسَّر شيئًا من هذا بِهَواهُ،
ورَدَّهُ فهو جَهْمِيٌّ.
**********
نصوصُ الصِّفات الثَّابتةِ للهِ عز وجل، يجب
عليك أَنْ تُثْبِتَها كما جاءَتْ، على حقيقتها، دون أَنْ تَتَدخَّلَ بعقلِك فتقول:
هذا لا يليق بالله، اللهُ منزَّهٌ عن ذلك، وهذا تشبيهٌ، كما يقوله المُعطِّلةُ.
أَوْ تعتقد أَنَّ اللهَ يُشبه خلقَه كما تقوله المُمثِّلةُ. فكلا
الطَّائِفتين على ضلالٍ.
المُعطِّلةُ: غلوّ في التَّنْزيه، حتى نفوا الأَسْماءَ والصِّفاتِ
فرارًا من التَّشْبيه بزَعْمِهم. والمُمثِّلةُ: غلوّ في الإِثْبات، حتى
شبَّهوا اللهَ بخَلْقِه. وكلا المذهبين باطلٌ.
ومذهبُ أَهْلِ السُّنَّةِ: الوَسَطُ، يُثْبتون للهِ الأَسْماءَ والصِّفاتِ
إِثْباتًا بلا تشبيهٍ، وينفون عنه مشابهةَ المخلوقين تنزيهًا بلا تعطيلٍ، هذا هو
مذهبُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، على حدِّ قولِه تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ هذا
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد