قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: والإِيْمانُ بأَنَّ الرَّجُلَ إِذا مرض آجَرَهُ اللهُ على مَرَضِه.
والشَّهيدُ
يَأْجُرُهُ اللهُ على شهادتِه.
**********
اللهُ لا يُضِيعُ أَجْرَ المؤمنين، ويُجْرِي المصائِبَ على المؤمنين
للتَّمْحيص، أَوْ لمضاعفةِ الأَجْر؛ فقد يُجْرِيها على المؤمن تكفيرًا لخطاياه،
وتمحيصًا له من الذُّنوب، وقد لا يكون له خطايا ويُجرِبها عليه لرِفْعَةِ درجاتِه،
لأَنَّ اللهَ كتَب له درجةً في الجَنَّةِ لا يَصِلُ إِليها بعملِه، فيَبْتَلِيْهِ
اللهُ بالمصائِب حتى يُضاعِفَ له الأَجْرَ فيبلغ هذه المنزلة. فالمؤمنُ على خيرٍ؛
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا
لأَِمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، إِنْ أَصَابَتْهُ
سَرَّاءُ فَشَكَرَ، كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ،
كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ» ([1]) فالمُؤْمِنُ
تُصِيْبُه المصائِبُ، وهي من صَالِحِه، إِمَّا أَنَّ اللهَ يُكفِّرُ بها خطاياه،
وإِمَّا أَنَّ اللهَ يرفع بها درجاتِه.
والشَّهيدُ: هو الذي قُتِلَ في المعركة في قتال الكُفَّارِ، يُقاتِلُ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العُلْيَا. وهذا يغفر اللهُ له كلَّ شيءٍ إِلاَّ الدَّيْنَ؛ لأَنَّ الدَّيْنَ حقٌّ للآدميِّ، وحقُّ الآدميِّ لا يسقط إِلاَّ بأَدائِه له أَوْ سماحِه عنه، أَمَّا الذُّنوبُ التي بينَه وبينَ اللهِ فإِنَّ اللهَ يغفرها جميعًا بالشَّهادة في سبيلِ الله عز وجل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد