ثانيًا: هو الذِي يُقِيم الحَجّ، ويَقُود الحَجِيج، ويَتأمَّر عليهم، ويَنْظُر في
مَشَاكِلهم.
ثالثًا: إقامَة الجِهاد في سَبيل اللهِ من صَلاحِيّات الإمَام هو الذِي يَأمُر به،
وهو الذِي يُنَظّم الرَّايَات، وهو الذِي يَختار الجُنود والمُقاتِلين، ويُؤمِّر
الأُمَراء، ويُجنِّد السَّرَايا والجُيوش، ويُسلِّح المُجاهدينَ، ويُوجِّههم إلى
غَزْو العَدُوّ، ويُعَيِّن لهم الجِهَة التي يَغزُونها.
فالجِهاد من صَلاحيات الإمَام وليس الجِهاد فَوْضى، كل مَن أرادَ حَملَ
السِّلاح ويَقتُل ويَهْجم ويقُول: أنا أُجاهِد في سَبيل الله، هذا ليسَ جِهادًا في
سَبيل الله، الجِهادُ في سَبيل اللهِ مُنظَّمٌ ومَضْبُوط بضَوابِطَ شَرْعِيّة، أما
إذا دَخَلَتْه الفَوْضَى صَار تَخْرِيبًا، وصار ضَرَرُه أكثرَ من نَفْعِه إن كانَ
فيه نَفْعٌ، فالضَّرَر النَّاجِم عنه أَكْثَر.
فالأمورُ لها ضَوَابِطُ، والجِهاد أمرُه عظيمٌ، يَحتاج إلى انضباطٍ،
ويَحتاج إلى تقيُّد بأحكَام الجِهاد المَذكورة في الكِتاب والسنّة وكَلام أَهل
العِلم، ليس الأَمر فَوضى، بأن يَأتي واحدٌ من دُعاة الفِتنة ويتزعَّم هؤلاء
الغَالِين أو المُتطرفين أو الجُهال الذين لا يَدرون يتزعَّمهم ويقولُ: نُجاهد في
سَبيل اللهِ.
هذا يُعتَبر من الضّرَر على الإسلاَم والمُسلمين وليسَ هذا جِهادًا؛ لأنه
لم يَتقيَّد بضَوَابِط الجِهاد، وإذا لم يَتقيَّد بضَوَابِط الجِهاد صَار فسادًا
وليس جهادًا، وكُل شيءٍ تَجاوز حَدَّه فإنه يَنقلب إلى ضِده، فهم يقولونَ الآنَ
لمن أنكرَ عليهم: أنتم تَمنعون الجِهاد في سَبيل اللهِ،
الصفحة 1 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد