×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قال المؤلِّف رحمه الله: والحَجّ والغَزْو مع الإمامِ ماضٍ، وصَلاة الجُمُعَة خلفَهم جائزةٌ، ويُصلَّى بعدها سِتُّ رَكْعاتٍ، يُفصَل بين كُل رَكْعَتين، هكذا قالَ أحمدُ بن حَنْبلٍ.

**********

 مثل: صِغار الأَغْنَام التي يُجعَلُ لها حَبْلٌ مُمْتَدّ وفيه دَرْكاتٌ تدخلُ فيها رُؤوس صِغار الغَنَم لتَحفظها من الضَّياع، يُسمَّى الرِّبْق، فشبَّه اجتماعَ المُسلمين على إمامٍ بذلك، فمن خَرَجَ عن طاعةِ الإمامِ فقد خلعَ هذه الرِّبْقَة وتعرَّض للضَّيَاع وللذِّئَاب وللأَهْوَاء.

وليس مَعناه أنه يَكْفُر، مَعناه: أنه فارَقَ الجَماعة، وخرجَ عن الطاعَة، فصَار كالبَهِيمة التي خرجَت من الرِّبَاط، وتعرَّضت للسِّبَاع والنَّهْب والسَّلْب.

ولا يَقُلْ: أنا ما بايعتُ، وليس لي إمامٌ، فأنت واحدٌ من المُسلمين، ولما بايعَ أهلُ الحَلّ والعَقْد فأنت تابعٌ لهم.

صَلاحِيَّات الإمامِ كثيرةٌ، ومَحَلّ إحصائِها وجَمْعها والاطِّلاع عليها: الأحكَام السُّلْطَانِيّة التي أُلِّفَتْ في هذا، مثل: «الأحكَام السُّلْطَانِيّة» للمَاوَرْدِيّ، و«الأحكَام السُّلْطَانِيّة» لأبي يَعْلَى الحَنْبَلِيّ، وكُتُب أُلِّفَت في هذا فيها بيانُ صَلاحيّات الإمَام، وهذا مَذكورٌ في كُتب الفِقه، وفي كُتب العَقائد أيضًا كما هنا:

أولاً: أنه يَتولَّى صَلاة الجُمعة والعِيدين، ويُصلِّي المسلمونَ خلفَه، إلا أن يَختار هو، ويُخَلِّف من العُلماء أو من طَلبة العِلم من يُصلي بالناسِ، لكنّ الأصلَ أنه أحقُّ بالإمامةِ في الجُمعة والعِيدَين، فإن استخلفَ من يقومُ بهذا فله ذلكَ، وهذا عَليه العَمَلُ الآنَ.


الشرح