وهذا الوُرُود هو المُرُور
على الصِّراط، فهذا هو الوُرود المَذكور في القُرآن، والخِطاب للمُؤمنين وغيرهم: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ
وَارِدُهَا﴾ يَمُر عليه المؤمنونَ والكُفار والمنافقونَ وكُل
الخَلْق يَمُرّون على هذا الصراطِ، فمن نَجَا منه دخلَ الجَنّة، ومن سقطَ هَلَكَ، ﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ
كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ
وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا ٧٢﴾ [مريم: 71- 72 ]
ولا يُنَجِّي إلا التقوَى، لا يُنجِّي قُوّة البدنِ، ولا كَثرة المَال، ولا
الجَاه، ما يُنجِّي إلا تقوَى اللهِ سبحانه وتَعالى، هذا نَصّ القرآنِ الكَريم.
وجاءتْ في السنّة أحاديثُ في أَهْوال القِيامة ومنها: المُرور على الصراطِ،
فلابُد من الإيمَان بالصراطِ والمُرور عليه، ولا يكفِي الإيمانُ بذلك بل لابُد من
العَمَل، فيَسْتعد الإنسانُ للمُرور عليه بالتقوَى، وهي العَمَل الصَّالِح.
قوله: «يأخُذ الصِّراط من شاءَ اللهُ،
ويَجوز من شاءَ اللهُ»، كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ
نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا﴾ [مريم: 72] لأن
الصِّراط عليه كَلالِيبُ تَخطف من أُمِرت بخَطْفِه.
«ويَجُوزُ» يعني: يَمُرُّ عليه.
قوله: «ولهم أنوارٌ على قَدْر إيمانِهم»
في يَوم القيامةِ أَهْل الإيمانِ يكُون لهم نورٌ يَمْشُون به، كما قال تعالى: ﴿يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ
وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ
لَنَآۖ﴾ [التحريم: 8]، ﴿يَوۡمَ
تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ
وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ﴾ [الحديد: 12].
الصفحة 2 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد