×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

ويؤمن بالبعث، يوم يقوم النَّاس من قبورِهم لربِّ العالمين ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ [الزمر: 68]، تعود إِليهم الأَرْواحُ، بعد إِعَادةِ أَجْسادِهم من قبورهم، ثم يُساقون إِلى المَحْشَرِ، إِلى آخِرِ ما يلاقون في الآخرة من الأَخْطار ِالتي يمرُّون بها، إِلى أَنْ يستقرُّوا بعد ذلك إِمَّا في الجَنَّةِ، وإِمَّا في النَّارِ، فإِنَّ الجَنَّةَ والنَّارَ هُمَا دارُ القَرَار.

قوله: «إِلاَّ الجَنَّةُ والنَّارُ والعرشُ والكُرْسِيُّ» فإِنَّهما لا تفنيان ولا تبيدان، خلقهما اللهُ للبقاءِ. وأَمَّا السَّمواتُ والأَرْضُ فإِنَّها تُبَدَّلُ، تَتَفَطَّرُ السَّمواتُ، وتَتَشَقَّقُ الأَرْضُ، ويتغيَّر هذا العالمُ: ﴿يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ [إبراهيم: 48]، أَمَّا العرشُ فإِنَّه لا يتغيَّر، والجَنَّةُ والنَّارُ لا تفنيان ولا يتغيَّران.

«والكُرْسِيُّ» وهو دون العرش، والعرشُ أَكْبرُ منه، والكرسيُّ وَسِعَ السَّماواتِ والأَرْضَ، والعرشُ أَوْسعُ من الكرسيِّ.

قوله: «والصُّوْرُ» الصُّوْرُ الذي هو القَرْنُ الذي مع الملك إِسْرَافِيْلَ، ينفخ فيه بالأَرْواح، فتطير الأَرْواحُ إِلى أَجْسادها فتحيى بإِذْنِ الله ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ [الزمر: 68].

قوله: «والقلمُ واللَّوحُ» اللَّوحُ المحفوظُ والقلمُ الذي كتب اللهُ به المقاديرَ.

قوله: «ليس يفنى شيءٌ من هذا أَبدًا» هذه الأَشْياءُ التي خلقها اللهُ للبقاءِ، العرشُ، والكُرْسِيُّ، واللَّوحُ، والقلمُ، والجَنَّةُ، والنَّارُ، والأَرْواحُ إِذا خُلِقَتْ فإِنَّها لا تفنى.


الشرح