قوله: «ثم يبعث اللهُ الخلقَ على ما
أَمَاتَهُمْ عليه يومَ القيامة» أَيْ: على ما أَمَاتَهم عليه من كُفْرٍ أَوْ
إِيْمانٍ، كلٌّ يُبْعَثُ على عملِه.
والإِيْمانُ بالبعث: هو أَحدُ أَرْكانِ الإِيْمان السِّتَّةِ، وقد جاءَ
الإِيْمان باليومِ الآخِرِ مقرونًا بالإِيْمان باللهِ في كثيرٍ من الآيات.
والبعثُ: هو إِعادةُ النَّاس أَحْياءً بعد موتِهم، في عالم الآخرة. يَحْيَونَ في
الدُّنْيا لأَجْل العمل، ثم يموتون ويُدْفَنُونَ في الأَرْض ويبقون فيها إِلى ما
شاءَ الله في محطَّةِ انْتظارٍ وهي دارُ البَرْزَخِ، الفاصلةُ بين الدُّنْيا
والآخرةِ، ثم يُبْعَثُونَ من هذه القبورِ، ويقومون منها أَحْياءً كما كانوا، لا
يضيع من خلقهم شيءٌ، ثم تُعَادُ الأَرْواحُ في أَجْسادهم، ثم يُساقون إِلى
المَحْشر، للجزاءِ على أَعْمالهم التي عملوها في الدُّنْيا من خيرٍ أَوْ شرٍّ، ﴿فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ
نَفۡسٞ شَيۡٔٗا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [يس: 54]، فلا
أَحدٌ يُجْزى خيرًا بعملِ غيرِه، أَوْ يُعاقب بعملِ غيرِه، ﴿وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ
إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ﴾ [الأنعام: 164]،
كلٌّ يُجازى بعملِه خيرِه أَوْ شرِّه، وهذا عدلٌ من الله سبحانه وتعالى، لا يتركهم
بدون جزاءٍ، وقد أَتْعَبُوا أَنْفُسَهم في هذه الدُّنْيا بالأَعْمالِ والعبادةِ
إِنْ كانُوا من الصَّالحين، أَوْ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهم -والعياذُ باللهِ- بالكفرِ
والشِّرْكِ والفِسْقِ والإِفْسادِ في الأَرْض إِنْ كانوا من الكافرين، لا يتركهم
بدون جزاءٍ، هذا عدلُ الله جل وعلا. فهذا معنى قولِه هنا: أَنَّ كلُّ أَحدٍ يُجزى
بعملِه، وإِذا كان كذلك فيجب على العبد أَنْ ينظرَ في عملِه، ما دام على قَيْدِ
الحياة: فما كان من خيرٍ فإِنَّه يتزوَّد منه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد