وما كان شرًّا فإِنَّه
يتوب إِلى الله ويتخلَّص منه؛ ما دام ذلك ممكنًا، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الحشر: 18] حاسبْ
نفسَك في هذه الدُّنْيا قبلَ الحساب، حاسبْ نفسَك على أَعْمالك وانْظُرْ فيها
فأَصْلحْ ما فَسَدَ منها، وزِدْ على ما كان فيها من خيرٍ، وتنبَّهْ من الغفلة، هذا
هو المطلوبُ من العاقل.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «الكَيِّسُ»
يعني العاقلَ «مَنْ دَانَ نَفْسَهُ»
يعني حاسبَها، «وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ
الْمَوْتِ» هذا هو العاقلُ «وَالعَاجِزُ
مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا» في هذه الدُّنْيا، «وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأَْمَانِيَّ» ([1])، يريد الجَنَّةَ
ويريد النَّجاةَ وهو لم يعمل شيئًا، فهذا عاجزٌ - والعياذُ بالله - العجزُ
المذمومُ، وليس عاجزًا العجزَ الحِسِيَّ الذي لا يقدر أَوْ لا يستطيع معه العملُ،
هذا لا يؤاخذ ﴿رَبَّنَا لَا
تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ﴾ [البقرة: 286]، لكن
هذا قادرٌ مستطيعٌ، لكنَّه عجَز عَجْزَ الكَسَلِ، وعدمُ المبالاة. هذا هو العاجزُ،
ومع هذا يتمنَّى أَنْ يكونَ في الآخرةِ من أَهْلِ الجَنَّةِ بدون عملٍ، لا يمكن
أَنْ يكونَ هذا من أَهْلِ الجَنَّةِ بدون عملٍ.
قوله: «ويُحاسبهم بما شاءَ، فريقٌ في
الجَنَّةِ وفريقٌ في السَّعِيرِ» يُحاسبهم على أَعْمالهم سبحانه وتعالى،
والحسابُ: هو المناقشةُ على الأَعْمال.
· فالنَّاسُ على أَقْسامٍ:
* من المؤمنين من لا يحاسب فيدخل الجَنَّةَ بلا حسابٍ ولا عذابٍ.
* ومنهم: من يحاسب حسابًا يسيرًا، وهو العرضُ.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجة رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد