* ومنهم من يناقش الحساب. و«مَنْ
نُوقِشَ الحِسَابَ عُذِّبَ» ([1]) والعياذُ باللهِ.
* والكافرُ لا يحاسب حسابَ موازنةٍ، وإِنَّما يحاسب حسابَ تقريرٍ، بأَنْ
يُطَّلَعَ على أَعْمالِه وكفرِه وشِرْكِه ليُقِرَّ بذلك ولا يَسَعَهُ الإِنْكارُ
أَبدًا، ثم يُدْفَعُ به إِلى النَّار.
«فريقٌ في الجَنَّةِ وفريقٌ
في السَّعِيْرِ» وهذا مأخوذٌ من الآية: ﴿فَرِيقٞ
فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ﴾ [الشورى: 7]، ﴿فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ﴾ وهُمْ أَهْلُ
الإِيْمان، ﴿وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ﴾ وهُمْ أَهْلُ
الكُفْر والطُّغْيان.
قوله: «ويقول لسائِرِ الخلقِ ممَّن لم يُخْلَقْ للبقاء: كُونُوا تُرابًا» يبعث اللهُ الخلائِقَ يومَ القيامة الآدميِّين والبهائِمَ والطُّيورَ ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يُحۡشَرُونَ﴾ [الأنعام: 38]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ﴾ [التكوير: 5] تُحْشَرُ الخلائِقُ يومَ القيامة من أَجْلِ إِقامةِ العدلِ بينها، حتى يُقْتَصَّ لبعضها من بعضٍ، البهائِمُ يُقْتَصُّ لبعضها من بعضٍ يُقَادُ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ، مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ كما في الحديث الصَّحيحِ ([2])، ثم إِذا اقْتُصَّ لبعضها من بعضٍ يقول اللهُ جل وعلا لها: كُونِي تُرابًا؛ لأَنَّها لم تُبْعثْ للبقاءِ في الآخرة، وإِنَّما بُعِثَتْ للجزاءِ فقط، وهذا من عدل الله جل وعلا. عند ذلك يقول الكافرُ: ﴿وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا﴾ [النبأ: 40]، إِذا قيل للحيوانات: كُونِي تُرابًا يتمنى الكافرُ أَنْ يكونَ مثلَها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (103)، ومسلم رقم (2876).
الصفحة 5 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد