مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ،
فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ،
وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ» ([1]).
دلَّ على أن الجَنة في السماءِ في عِلِّيِّينَ، قال تعالى: ﴿كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ
لَفِي عِلِّيِّينَ﴾ [المطففين: 18] أَعْلَى شيءٍ، والنَّار في أسفلِ
سافلينَ قال تعالى: ﴿كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ
ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ ٧وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا سِجِّينٞ ٨﴾ [المصطفين: 7- 8].
قوله: «قد عَلِم الله عَدَد أهلِ الجَنة
ومن يَدخلها» اللهُ جل وعلا عَلِم كُل شيءٍ بعِلْمه الأَزَلِيّ، ومن ذلك: أنه
عَلِم أَهْل الجَنّة ومن يَدْخُلها، وعَلِم أَهْل النَّار ومن يَدْخُلها، لا
يَعْزُب عن عِلْمه سبحانه وتعالى شَيْء، كل شيءٍ عَلِمه وكتبَه في اللوحِ
المَحفوظ.
قوله: «لا تَفنيان أبدًا» الجَنة
والنَّار دَارانِ بَاقيتانِ لا تَفْنَيان أبدًا، وهذا فيه رَدٌّ عَلى مَن يَرَى أن
الجَنة والنَّار تَفْنَيان، ويَقولون: لئلاَّ تُشارك اللهَ في البَقاء، وهُم
الذِين يَمنعون التسلسُل في المَاضي، والتسلسُل في المُستقبل، جهلاً مِنهم.
ونقول: هناك فَرْق بين أَبَدِيّة الله، وأَبَدِيّة الجنة والنَّار، أَبَدِيّة الله جل وعلا لائقةٌ به، صِفةٌ من صِفاته جل وعلا، وأما أَبَدِيّة الجَنة والنارِ فهي بإبقاءِ اللهِ وخَلْق اللهِ سبحانه وتعالى؛ فهي أَبَدِيَّة مُكتَسَبةٌ، الله جل وعلا هو الذِي أَعطاها التَّأْبِيد، أما الله جل وعلا فأَزَلِيَّتُه وأَبَدِيَّتُه صفةٌ من صِفاته، صِفةٌ ذاتيَّة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2637).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد