أَمَّا الإِيْمانُ فإِنَّه
لا يطلب على المنافق، فإِنَّه يدخل فيه المؤمنُ كاملُ الإِيْمان، ويدخل فيه
المؤمنُ ناقصُ الإِيْمان، فإِذا ذُكِرَ الإِسْلامُ والإِيْمانُ جميعا؛ فإِنَّه
يُراد بالإِسْلامِ: الأَحْكامُ الظَّاهرةُ، ويُراد بالإِيْمانِ: الأَحْكامُ
الباطنةُ، كما في حديث جِبْرِيْلَ: «الإِْسْلاَمُ
أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ
رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ» هذه أَعْمالٌ ظاهرةٌ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي
عَنِ الإِْيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ
بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ،
وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]) هذه أَعْمالٌ
باطنةٌ.
ولابدَّ من اجتماع الإِسْلام والإِيْمانِ، فإِذا ذُكِرَ واحدٌ فقط؛ دخل فيه
الآخَرُ، إِذا ذُكِرَ الإِيْمانُ وَحْدَه دخل فيه الإِسْلامُ، وإِذا ذُكِرَ
الإِسْلامُ وَحْدَه دخل فيه الإِيْمانُ، ولهذا يقولون: «الإِسْلامُ والإِيْمانُ إِذا اجْتمعا؛ افْترقا» يعني في المعنى «وإِذا افْترقا اجْتمعا» يعني في المعنى،
مثلُ الفقيرِ والمِسْكينِ إِذا ذُكِرا جميعا صار الفقيرُ له معنًى والمِسْكينُ له
معنًى، وإِذا ذُكِرَ أَحَدُهما دخل فيه الآخَرُ.
قوله: «وأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فيها مؤمنون مسلمون في أَحْكامهم ومواريثِهم وذبائِحِهم والصَّلاةِ عليهم» أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، مسلمون مؤمنون؛ لأَنَّ من كان مؤمنًا فهو مسلمٌ، ومن كان مسلمًا فقد يكون مؤمنًا وقد يكون منافقًا، لكنَّ الإِسْلامَ الصَّحيحَ لابدَّ معه من إِيْمانٍ ولو قليلاً،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد