﴿قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ
ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا
يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ﴾ [الحجرات: 14].
قوله: «في أَحْكامِهم ومواريثِهم»
المسلمُ ولو ظاهرًا له حكمُ المسلمين يتولَّونه، وإِذا مات يُغسِّلونه ويُكفِّنونه
ويُصلُّون عليه، ويُدْفِنُونَه في مقابر المسلمين، وعلى قَيْدِ الحياة يُحبُّونه
ويتولَّونه، ويتراحمون بينهم، ويتآخون بينهم. هذه أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه
وسلم قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ
الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ
الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ
بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ([1]) وقال عليه الصلاة
والسلام: «المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ
كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ» ([2])، فَهُمْ إِخْوَةٌ ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
إِخۡوَةٞ﴾ [الحجرات: 10] إخْوةٌ في الإِيْمان لا في النَّسب.
قوله: «وذبائِحِهم» ذبيحةُ المسلمِ حلالٌ، حتى ولو كان فاسقًا، ما دام أَنَّه لم يخرج من الإِسْلام فذبيحتُه حلالٌ، والمنافقُ أَيْضًا إِذا ذبَح ذبيحةً نَأْكُلُها بحُكْمِ أَنَّه مسلمٌ، ما لم يتبيَّن لنا أَنَّه منافقٌ، قال تعالى: ﴿إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ﴾ [المائدة: 3] هذا خطابٌ للمسلمين، وأَباح لنا ذبائِحَ أَهْلِ الكتاب، قال تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُۖ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ حِلّٞ لَّهُمۡۖ﴾ [المائدة: 5] يعني ذبائِحَهم، لأَنَّهم يذبحون على الطَّريقةِ الشرعيَّةِ بموجبِ ما عندهم من الكتاب.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد