×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

 قوله: «أصحَاب مُحمَّد صلى الله عليه وسلم » من المُهاجِرين والأنصَار، لأنهم هم الذِين صَحِبوا الرسولَ صلى الله عليه وسلم، وجَاهدوا معه، ونَصروه، وتحمَّلوا الدينَ، ونَقلوه لنا، فهم الوَاسِطة بيننا وبين رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فالذِين يَسبُّون الصحَابة أو يتنقَّصونهم يُريدون أن يَهدموا الإسلامَ.

لكنَّهم جَاؤوا بهذه الحِيلَة، فإذا تكلَّموا في الصحابةِ وأسقطُوا قِيمتهم ماذا يَبقَى حينئذٍ من الواسطةِ بيننا وبينَ الرسُول صلى الله عليه وسلم ؟ فقصدُهم قَطْع الصِّلة بالسابقينَ الأَوَّلِينَ من المُهاجرين والأنصَار، حتى تضلَّ الأمةُ، وإلا فما الذِي حَمَلَهم على سَبِّ الصحَابة؟ هل بينهم وبينَ الصحابةِ مُشَاحَنة في مالٍ أو نَحوه؟ هل الصحَابة آذَوْهم وبينَهم وبين الصحَابة قُرُونٌ مُتَطاوِلة؟

فالذي حملَهم على هَذا بُغْض القُلوب، لأن الصحابةَ هم الذِين حَمَلُوا هذا الدِّين، فهم يُريدون أن يَقْطعوا الصِّلة بينَ الرسُول صلى الله عليه وسلم وبين أمَّته حتى يَسْقط هذا الدينُ، هذا هو قَصْدهم.

قوله: «وهم أهلُ السنَّة والجَماعة» أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم والذينَ جَاؤوا من بَعْدِهم، الذِين اتَّبعوهم بإحسانٍ؛ هم أهلُ السنَّة، أي أَهْل الطَّريقة الصَّحِيحة، وهي السنَّة التي يَشرحها في هذا الكِتاب.

وهم الجماعةُ الحَقيقيَّة، أما اجتماعُ غَيرهم على أمورٍ باطِلة؛ فهَؤلاء لا يُسمَّوْن الجَماعة وإن كَانوا عددًا كثيرًا: ﴿تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ [الحشر: 14] فالجَماعةُ من كَانوا على الحقِّ، فالذِي يَقول: أنا مع الحِزْب الفُلاَنِيّ هذا الحِزْب جَماعة، وأنتم تَقولون: الزمُوا الجَماعة وهؤلاء جماعةٌ،


الشرح