فنقولُ لهم: من قالَ لكم إن هؤلاءِ هم الجَماعة؟! الجَماعةُ مَن
كَانوا على الحَقّ، من كانُوا على السنَّة، هؤلاء هُم الجَماعة.
قوله: «فمَن لم يأخُذ عنهم فقد ضَلَّ
وابتدعَ» من لم يأخُذ دِينه عن الصحَابة، الذِين هم نَقَلَة الكِتاب والسنَّة؛
فليس هو على الحَقّ، فإذا طُعِنَ فيهم بَطَلَ نَقْلُهم والعِياذ باللهِ. وقصدُ
أعداءِ اللهِ ورَسوله إبطالُ الإسلامِ لكن جَاؤوا بهذه الحِيلة الخَبيثة، لأَجْل
أن يَفْصِلوا بينَ المتأخِّرين والمتقدِّمين من المُسلِمين حتى يَسْهُل ابتلاعُ
المُتأخِّرين، ويَسهل اجْتِرَارهم، أما إذا ارتبطُوا بالجَماعة الأُولَى،
وبالكِتاب والسنّة فلن يَسْهُل، بل يَستحيل اجترارُهم بإذنِ اللهِ.
قوله: «فقد ضلَّ» أي: ضَاع عن
الحَقّ، «وابتدعَ»: البِدعة: ما كانَ
من العِبادات أو الاعتقاداتِ أو الأقوَال ليس عليه دليلٌ من الكِتاب والسنَّة،
قالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ
عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وفي روايةٍ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا
لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ» ([2])، وقالَ: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ،
فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3]).
فالبِدْعة: ما أُحْدِث في الدِّين وهو ليسَ منه، وكَيف يُعرَف أنه لَيس منه؟
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد