إذا لم يَكُن عليه دليلٌ فهو ليس من الدِّين، لأن اللهَ جل وعلا يقُول: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ
دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: 3] فالدِّين كاملٌ - وللهِ الحَمْد -، لا
يَقبل الزياداتِ، فما عَلينا إلا أن نعرفَ الدِّين الذِي أكملَه اللهُ عز وجل،
فنتمسَّك به، ونَترك ما عَدَاهُ من الزِّيادات، والاستحساناتِ، والإضافاتِ، وغيرِ
ذلك، لأنها تبعدُ عن اللهِ جل وعلا، وسَيأتي تَوضيح أن: «مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلاَّ نُزِعَ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ»،
فهذا هو الطريقُ الصحيحُ المستقيمُ؛ لُزوم الجَماعةِ، ولزومُ السنَّة، وتَرْك
البِدَع.
قوله: «وكُل بدعةٍ ضلالةٌ» فليس
هُناك بدعةٌ حَسَنَة كما يقوله بَعضهم، بل البِدَع كُلها ضلالةٌ بنَصّ حديثِ
الرسولِ صلى الله عليه وسلم حيثُ قالَ: «فَإِنَّ
كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، فالبِدَع في
الدِّين ليسَ فيها شيءٌ حَسَنٌ أبدًا، بل كُلها ضلالةٌ وهذا كَلام الرسُول صلى
الله عليه وسلم الذِي لا يَنْطِق عن الهَوَى.
قوله: «والضلاَلة وأهلُها في النارِ» الضلالُ وأهل الضلالِ في النارِ، إما بكفرِهم، وإما بمَعْصِيتهم، فالبِدَع ليست على حَدٍّ سواءٍ: منها ما هو كفرٌ، صَاحبه مُخَلَّد في النارِ كالاستغاثةِ بالأمواتِ، ودُعاء الأمواتِ، والذَّبْح لغيرِ اللهِ، والنَّذْر لغيرِ اللهِ، فهذه بِدَعٌ كُفْرِيَّة. وكذا نَفْيُ أسماءِ اللهِ وصفاتهِ كما قالت الجَهْمِيَّة الذين يَجْحَدُون الأسماءَ والصِّفات، فهذا كفرٌ والعياذُ باللهِ، لأنهم وصفُوا اللهَ بأنه لَيس له أسمَاء ولا صِفات، فيكُون إذًا مَعْدومًا، لأن المَوْجودَ لابُدَّ له من صفاتٍ، والذي ليس له صفاتٌ هو المَعْدُوم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (46)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد