×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

قوله: «ولا تُتَّبع فيها الأهواءُ» يعني لا يُقال في العَقيدة ما وافقَ الهَوَى يُؤخَذ، وما خالفَ الهَوَى يُرَد، كما هي طريقةُ أهلِ الضّلال، ولذلك سُمُّوا أهلَ الأهواءِ، قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [القصص: 50]، فمن لم يسلِّم للعَقيدة الثابتةِ في الكِتاب والسنَّة فهو إنما يتَّبع هَواه.

ولذلك يُسمَّى أهلُ البِدع في العَقيدة: أهلَ الأهواءِ، لأنهم اتَّبعُوا أهواءَهم كما في الآية ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ.

قوله: «بل هو التصديقُ بآثارِ رسُول الله صلى الله عليه وسلم، بلا كَيف ولا شَرح، ولا يُقال: لِمَ؟ ولا: كَيف؟» أي: التسلِيم لأقوالِ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في أسمَاء اللهِ وصِفاته وأمورِ العَقيدة، «بلا شرحٍ»: يَعني بلا شرحٍ يخالِف مَعناها الصّحيح، وهو الشرحُ الذِي يخالِف مَدلول النصُوص، وهذا انتشرَ في الجَهْمِيَّة والمُعْتَزِلَة والأَشَاعِرَة كزَعْمِهم أن المُراد باليَد: القُدْرة، والمُراد بالوَجْه: الذَّات، والمُراد بالاستواءِ: الاستِيلاء.

هذا شرحٌ باطِل، ليس هذا هو مَعنى هذه النصُوص، فقوله: «بلا شرحٍ» يعني بلا شرحٍ باطلٍ، أما شَرحها بمَعنى بَيان مَعناها الصحِيح فهذا حَق.


الشرح