قوله: «ولا تُتَّبع فيها الأهواءُ»
يعني لا يُقال في العَقيدة ما وافقَ الهَوَى يُؤخَذ، وما خالفَ الهَوَى يُرَد، كما
هي طريقةُ أهلِ الضّلال، ولذلك سُمُّوا أهلَ الأهواءِ، قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ
لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ
هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [القصص: 50]، فمن
لم يسلِّم للعَقيدة الثابتةِ في الكِتاب والسنَّة فهو إنما يتَّبع هَواه.
ولذلك يُسمَّى أهلُ البِدع في العَقيدة: أهلَ الأهواءِ، لأنهم اتَّبعُوا
أهواءَهم كما في الآية ﴿فَإِن لَّمۡ
يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ﴾.
قوله: «بل هو التصديقُ بآثارِ رسُول
الله صلى الله عليه وسلم، بلا كَيف ولا شَرح، ولا يُقال: لِمَ؟ ولا: كَيف؟»
أي: التسلِيم لأقوالِ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في أسمَاء اللهِ وصِفاته
وأمورِ العَقيدة، «بلا شرحٍ»: يَعني
بلا شرحٍ يخالِف مَعناها الصّحيح، وهو الشرحُ الذِي يخالِف مَدلول النصُوص، وهذا
انتشرَ في الجَهْمِيَّة والمُعْتَزِلَة والأَشَاعِرَة كزَعْمِهم أن المُراد
باليَد: القُدْرة، والمُراد بالوَجْه: الذَّات، والمُراد بالاستواءِ:
الاستِيلاء.
هذا شرحٌ باطِل، ليس هذا هو مَعنى هذه النصُوص، فقوله: «بلا شرحٍ» يعني بلا شرحٍ باطلٍ، أما
شَرحها بمَعنى بَيان مَعناها الصحِيح فهذا حَق.
الصفحة 2 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد