بيَّن الوَاجِب، وهو: أن
نُقِرَّ القُرآن والسنَّة كما جاءَا، على مَعناهما المَعنى المَأخوذ من اللُّغة
التي نَزَلَ بها القُرآن والسنَّة؛ فالعَالِم معروفٌ مَعناه في اللُّغة، كذلك
الوَجْه مَعروف، والعَيْن، واليَد، والاستوَاء، والعُلوّ، كل هذه وأمثَالها معروفٌ
مَعناها في اللُّغة العربيَّة التي نزلَ بها القُرآن، أهلُ الضَّلال يقُولون: ليس
هذا الكَلام على ظَاهره، وانقَسموا إلى قِسْمَيْن:
قِسمٌ قالوا: نتوقَّف، ونقول: ظاهرُها غيرُ مُرادٍ، ولا نفهمُ
المُراد منها، وهم المُفَوِّضَة.
وقِسمٌ هم المُؤَوِّلة - وهم الأكثر - أَوَّلُوها بغير مَعناها الصحِيح.
فضَلُّوا، وأَضلُّوا، وشَغلوا الناسَ، وشَحنوا الكتبَ بهذه المُناظرات
والمُجادلات والمُخاصمات بغيرِ طائلٍ.
فالواجبُ التسليمُ لما في القُرآن والسنّة من أسمَاء اللهِ وصِفاته، على
مُراد الله ورسُوله، لأن الله أعلمُ بنفسِه سُبحانه وتعَالى، وأَعلَم بغيره، وأَعلَم
الخَلقِ بالله هو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أما نحن فعِلمنا قاصرٌ، نحن لا
نعلم كثيرًا مما في أنفسِنا من التفاصِيل والعُروق والحواسِّ، هُناك أشياءُ لا
نَعرِفُها، هل تَعرِف الرُّوح ما هي؟ العَقْل ما هو؟
إذا كنتَ لا تَعرف شيئًا من جِسمك ولا من نَفسك؛
فكيف تتكلَّم في ذاتِ اللهِ سبحانه وتعالى التي لا يَعْلَمُها إلا هو سُبحانه: ﴿يَعۡلَمُ
مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا﴾ [طه: 110]، هذا خارجٌ
عن مَعلوماتهم وعن تصوُّراتهم، ولا يُقاس اللهُ بخَلْقه سبحانه وتعالى، هذا من
تنقُّص الله عز وجل،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد