فهو أعلمُ بنفسِه وبغيره،
وأصدقُ قيلاً، وأحسنُ حديثًا من خَلْقِه، كما يقولُ شيخ الإسلامِ رحمه الله في «الوَاسِطِيَّة».
قوله: «وما بيَّن رسولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم لأصحابِه» مَدار الأسماءِ والصّفات على الكِتاب والسُّنة، وتَفسيرها
أيضًا في الكِتاب والسنّة، ولُغة العَرَب التي نزلَ بها الشَّرْع، ولا نذهبُ
لمَنْطِق أَرسْطُو أو أَفْلاَطُون أو فُلان أو عِلاَّن، هذا من التَّجَنِّي على
شَرِيعة اللهِ سبحانه وتعالى.
ومن استبدلَ الوَحْي بالمَنْطق وعِلم الكَلام، وماذا جَنَى عِلم الكَلام
والجِدال على هَؤلاء من الضَّلال والخَيْبَة والخُسْرَان؟! ولم يَصِلوا إلى
نتيجةٍ، وهذا بإقرارِهم.
أفنَوْا أعمارَهم بالجِدال والخُصومات وأقرُّوا في نهايةِ الأمرِ أنهم ما
وَصَلُوا إلى نتيجةٍ، ولو أنهم سلَّموا للهِ ولرسولهِ لاستراحُوا.
ولهذا يقول قائلهم:
نِهَايَةُ إِقْدَامِ العُقُولِ عِقَالٌ **** وَأَغْلَبُ
سَعْيِ العَالَمِينَ ضَلاَلٌ
وَأَرْوَاحُنَا فِي وَحْشَةٍ مِنْ جُسُومِنَا **** وَحَاصِلُ
دُنْيَانَا أَذًى وَوَبَالٌ
وَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بَحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا **** إِلاَّ
أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ قِيلَ وَقَالُوا
فقد صَاروا في شكِّ وفي رَيْبٍ، أما الذين سلَّموا للهِ ولرسوله فقد
استَراحوا مِن هذا.
ويقول أهل الضلال أيضًا:
لَعَمْرِي لَقَدْ طُفْتُ المَعَاهِدَ كُلَّهَا **** وَسَيَّرْتُ
طَرْفِي بَيْنَ تِلْكَ المَعَالِمِ
فَلَمْ أَرَ إِلاَّ وَاضِعًا كَفَّ حَائِرٍ **** عَلَى
ذَقْنٍ أَوْ قَارِعًا سِنَّ نَادِمٍ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد