ومعه جَنَّة ونارٌ، ويعملُ خَوَارِقَ وهي: خَوَارِقُ شيطانيَّةٌ ليست
كَرَامَاتٍ، وإنما هي خَوَارِقُ شيطانيةٌ، يُجْرِيها اللهُ على يَدِه للفِتْنَة
وابتلاءِ العِباد.
فخَطَرُه شديدٌ ولذلكَ حَذَّرَت منه الأنبياءُ، وأَكْثَرُ من حَذَّرَ منه
نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وأمرَنا أن نستعيذَ من فِتنته في صَلاتنا في
التشهُّد الأخِير، حيثُ نستعيذُ باللهِ من أربعٍ: من عذابِ جهنَّم، ومن عذابِ
القَبْر، ومن فتنةِ المَحْيَا والمَمَات، ومن فِتنة المسيحِ الدجَّال.
وفِتنته هي أكبرُ فتنة تَجري على وجهِ الأرضِ - والعياذُ بالله -: هذا هو
المَسيح الدجَّال.
وبينما هو كذلكَ قد ضَايقَ المُسْلِمين وآذاهم وامتحنَهم، وإذا بالمَسِيح
عيسى بن مَرْيم يَنزل من السمَّاء، فيَطلب الدجَّال ويَقتله، ويُريح المُسلمين
منه، ويَتولَّى الأمرَ، ويَعْدِل في الأرضِ، ويَكْسِر الصَّلِيب، ويَقْتُل
الخِنْزِير، ولا يَبْقَى دِينٌ إلا دِين الإسلامِ، تَبْطُل اليهوديَّة
والنصرانيَّة وأديانُ الكفرِ ولا يبقَى إلا الإسلامُ، ويَحْكُم بشريعةِ محمدٍ صلى
الله عليه وسلم، ويكونُ تابعًا له، لأنه لا نبيَّ بعدَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم،
والمَسيح إنما يَنْزِل تابعًا للرسُول صلى الله عليه وسلم، وحاكمًا بشَريعته
شَريعة الإسلامِ.
هذا هو ما يكُون من ظُهور الدجَّال، ومن نُزول المَسيح.
وسُمِّي عيسى مَسيحًا: قِيل: لأنه يَمْسَح ذا العَاهَة فيَبْرَأ بإذنِ الله، وهذا من مُعْجِزاته عليه الصلاة والسلام، أنه يَمْسح بيدِه على الأعمَى والأَبْرَص والأَكْمَه فيَزول مرضُه بمَسْحَتِه عليه الصلاة والسلام، ولذلك سُمِّي المَسيح بمَعنى المَاسِح.
الصفحة 2 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد