×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

 عَانَدُوا وكَابَرُوا، ﴿فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ [فصلت: 17] أَيْ: بسبب كَسْبِهم، وليس لأَنَّ اللهَ علم ذلك وقدَّره عليهم؛ بل: بما كانوا يكسبون باختيارِهم وإِرادتِهم وعملِهم.

·       فالهدايةُ هدايتان:

* هدايةُ الإِرْشادِ، وهذه عَامَّةٌ للمؤمن والكافرِ.

* وهدايةُ التَّوفيق، وهذه خَاصَّةٌ للمؤمنين الذين قبلوا هُدى الله وإِرْشادَهُ وفَّقهم اللهُ وثبَّتهم.

قوله: «ومَنَّ بِهِ عليهم كَرَمًا وجودًا وتفضُّلاً فَلَهُ الحمدُ» كرمًا منه يعني أَنَّه دعاهم وبيَّن لهم ووضَّح لهم كرمًا منه، وتفضُّلاً لحاجتهم هُمْ إِلى ذلك، أَمَّا اللهُ جل وعلا فإِنَّه غَنِيٌّ عنهم، كفروا أَوْ آمنوا، أَطاعوا أَوْ عصوا، لا يضرُّون اللهَ جل وعلا، ولا ينفعونه؛ لأَنَّه غنيٌّ عنهم، وإِنَّما هذا راجعٌ عليهم نفعُه أَوْ ضَرَرُه، فهو من رَحْمَتِه بهم أَنَّه بيَّن لهم طريقَ الخيرِ وطريقَ الشَّرِّ، وأَعْطاهم القُوَّةَ، وأَعْطاهم القُدْرَةَ، وأَعْطاهم العقولَ التي يُميِّزون بها بين الضَّارِّ والنَّافعِ.


الشرح