هناك دُعاةٌُ على أَبْوابِ
جَهَنَّمَ من أَطَاعَهم قَذَفُوهُ فيها كما قال صلى الله عليه وسلم ([1])، ولهذا قال
المُؤَلِّفُ: «وكَثُرَ الدُّعاةُ إِلى غير
سبيلِ الحقِّ والجماعةِ» كما هو واقعٌ الآن، كثيرُ يزعمون أَنَّهم يدعون إِلى
الإِسْلام تحت هذا الغِطاءِ، وإِذا نُظِرَ في منهجهم وتصرُّفاتِهم وُجِدَتْ
مخالفةً للإِسْلام تمامًا.
قوله: «ووقعتِ المِحْنَةُ في كلِّ شيءٍ
لم يتكلَّم به رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولا أَحدٌ من أَصْحابِه رضي الله
عنه » كثر الكلامُ والاختلافُ والقيلُ والقالُ ودعوى العلمِ ولكنَّ هذا
يَضْمَحِلُّ ويبقى ما دلَّ عليه الكتابُ والسُّنَّةُ وهو المنهجُ السَّليمُ والصِّراطُ
المستقيمُ، لكنَّ هذا يحتاج إِلى أَمْرين:
أَوَّلاً: العلمُ النَّافعُ، الذي تَعْرِفُ به ما كان عليه الرَّسُولُ صلى الله عليه
وسلم وأَصْحابُه ومَن تَبِعَهم بإِحْسانٍ.
ثانيًا: الصَّبْرُ والثَّباتُ، ولا تَتَزَحْزِحُ مع الفِتَنِ أَوْ مع دُعاةِ الضَّلال، بل تكون ثابتًا، وتصبر على ما أَصابك من اللَّومِ والعِتابِ أَوِ التَّهْديدِ ما دُمْتَ على الحقِّ تصبر ﴿وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [لقمان: 17].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3411)، ومسلم رقم (1847).
الصفحة 2 / 260
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد