كتابُ الطّهارة
****
بدَأَ المُؤَلِّفُ رحمه
الله في الغَرَضِ الَّذي منْ أجْلِه ألَّفَ هذا الكِتابَ.
«كتابُ الطَّهارةِ» بدأَ بكتابِ
الطَّهارةِ؛ لأنَّ الصَّلاةَ هيَ الرُّكْنُ الثَّاني من أركانِ الإسْلامِ، وهيَ
عَمودُ الإسْلامِ.
أمَّا الرُّكْنُ
الأوَّلُ - وهو الشَّهادتانِ - فهَذا له كُتُبُ العَقائِدِ وكُتُبُ التَّوْحيدِ.
وبَقيَّةُ الأركانِ
وهيَ: الصَّلاةُ، والزَّكاةُ، والصِّيامُ، والحَجُّ، والمُعامَلاتُ، هذهِ
مَوْضِعُها كتُبُ الفِقْه.
ولمَّا كانَ أوَّلُ
العباداتِ الصَّلاةَ؛ لأنَّها الرُّكنُ الثَّاني منْ أركانِ الإسْلامِ، وكانتِ
الصَّلاةُ تتَوَقَّفُ على الطَّهارَةِ؛ لأنَّ مِن شُروطِ صحَّةِ الصَّلاةِ الطَّهارَةَ،
والشَّرْطُ لا بدَّ أن يَتَقدَّمَ على المَشْروطِ بدَأَ بكتابِ الطَّهارَةِ.
الطّهارةُ تكونُ
بأحَدِ أمْريْنِ:
إمَّا بالماءِ، عندَ
وُجودِه والقُدْرةِ على اسْتعمالِه.
وإمَّا
بالتَّيمُّمِ، عندَ عدَمِ الماءِ أو العَجْزِ عنِ استِعْمالِه.
فبدَأَ بالطَّهارَةِ.
وقولُه: «كتاب» الكتابُ مصْدرُ كتَبَ، كِتابًا وكِتابةً، وأصْلُ الكَتْبِ: الجَمْعُ، ومنْه الكَتِيبَةُ، وهيَ القِطْعَةُ المُجْتمعةُ منَ الجَيْشِ.
الصفحة 3 / 380
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد