فَصْلٌ
ومَنْ ترَكَ
رُكْنًا فَذَكَرَهُ بَعْدَ شُروعِهِ فِي قراءَةِ رَكْعَةٍ أُخْرَى، بطَلَتِ الّتي
ترَكَهُ مِنْها، وقبْلَهُ يَعُودُ وُجوبًا، فيأتي بِه وبمَا بعدَهُ، وإنْ علِمَ
بعدَ السَّلامِ، فَكَتَرْكِ رَكْعَةٍ كامِلَةٍ.
****
السَّببُ الثَّانِي مِن أسبابِ سُجودِ
السَّهْوِ: هو النَّقْصُ فِي الصَّلاَةِ، والنَّقصُ قد يكونُ فِي تَرْكِ
رُكْنٍ مِن أرْكانِ الصَّلاَةِ أو تَرْكِ واجبٍ مِن واجباتِها.
النوع الأول: «ومَنْ ترَكَ
رُكْنًا فَذَكَرَهُ بَعْدَ شُروعِهِ فِي قراءَةِ رَكْعَةٍ أُخْرَى، بطَلَتِ الّتي
ترَكَهُ مِنْها، وقبْلَهُ يَعُودُ وُجوبًا، فيأتي بِه وبمَا بعدَهُ» فمَنْ
ترَكَ رُكنًا، فذكرَهُ قبلَ أن يَشْرَعَ فِي الرَّكعةِ الأخْرَى؛ فإنَّهُ يرجِعُ،
ويأتي به، وبمَا بعدَهُ، ويسجُد للسَّهْوِ.
فلو فرَضْنا أنه
نَسِيَ أنْ يقْرَأَ الفاتِحَةَ فِي الرَّكعةِ الأولى، أو نَسِيَ أن يرْكَعَ، أو
نَسِيَ أن يَسجُدَ، ثم ذكرَهُ قبلَ أن يَشْرَعَ فِي الرَّكعَةِ التي بعدَها؛
فإنَّهُ يجِبُ عليهِ الرُّجوعُ والإتْيانُ بالرُّكْنِ الذي تركَهُ وبمَا بعدَهُ
مِن هذِه الرَّكْعَةِ، ثم يَقومُ للثَّانِيَةِ بعدمَا يُكْمِلُ الأولى، فإن لَم
يرجِعْ بطَلَتْ صلاتُهُ.
أمَا إن لَمْ
يذْكُرْ هَذَا الرُّكْنَ الذي تركَهُ مِنَ الرَّكعَةِ الأولى إلاَّ بعدمَا شرَعَ
فِي قراءةِ الرَّكعَةِ الثَّانِيَة؛ فإنَّهُ يستمِرُّ، وتَبْطُل الأُولَى، وتقومُ
الثَّانِيَةُ مقامَها، فتكونُ الثَّانِيَةُ هيَ الأولَى، ويبْنِي عليها، ويسجُد للسَّهْوِ.
الصفحة 1 / 380