باب: السواك وسنن الوضوء
التَّسَوُّكُ
بِعُودٍ لَيِّنٍ، مُنْقٍ، غَيْرِ مُضِرٍّ، لاَ يَتَفَتَّتُ، لاَ بِإِصْبَعٍ
وَخِرْقَةٍ:
****
لمَّا فرغ المُؤَلِّف رحمه الله، من باب أَحْكام
الاِسْتِنْجاءِ والاِسْتِجْمارِ وآدابِ قضاءِ الحاجة، انْتَقَلَ إلى بيان أَحْكام
السِّواكِ وسُنَنِ الوُضوءِ.
و«السُّنَنُ»:
جمْعُ سُنَّةٍ، وهي في اللُّغة: الطَّريقةُ، واصطلاحًا: ما ثَبَتَ
عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِنْ قولٍ أَوْ فعلٍ أَوْ تقريرٍ، فهي طريقةُ
الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.
وتُطْلَقُ
السُّنَّةُ عند المتأَخِّرين من الفقهاءِ على ما يُثابُ فاعلُه ولا يُعاقَبُ
تاركُه.
فـ«السُّنَنُ» جمْعُ
«سُنَّةٍ»، وأُضِيفَتْ إلى الوُضوءِ؛ لأَنَّها تختصُّ به، ويُلْحَقُ بها خِصالُ
الفِطْرة، من قصِّ الشَّارب، وإِعْفاءِ اللِّحْية، وتقليمِ الأَظَافر، ونتْفِ
الآبَاط، وحلْقِ العانة، والخِتانِ، والادِّهانِ، وترجيلِ الشَّعر؛ إلى آخِره.
و«السِّواكُ»
مِنْ سُنَنِ الوُضوءِ، لكنَّه أَفْرَدَهُ بالذِّكْر لأَهميَّتِه، وإِلاَّ فهو في
الحقيقة داخلٌ في سُنَنِ الوُضوءِ، فعَطْفُ سُنَنِ الوُضوءِ على السِّواك مِنْ
عطْفِ العامِّ على الخاصِّ؛ لأَنَّ السِّواكَ نوعٌ مِنْ سُنَنِ الوُضوءِ.
السِّواكُ سُنَّةٌ
للْوُضُوءِ وغيرِه من العبادات، وهو سُنَّةٌ متأَكَّدةٌ.
و«السِّواكُ» بكَسْر السِّين: اسْمُ مصْدرٍ من اسْتَاكَ يَسْتَاكُ تَسَوُّكًا
الصفحة 1 / 380