×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وَإِنْ كانَ سَهْوًا؛ ثُمَّ ذكَرَ قريبًا، أتمَّها، وسجَدَ، فإنْ طالَ الفَصْلُ أوْ تكلَّمَ لغَيْرِ مَصْلَحَتِها؛ بطَلَتْ، كَكَلامِهِ فِي صُلْبِها، ولِمَصْلحتِها إن كانَ يَسِيرًا لم تَبْطُلْ، وقَهْقَهَةٌ كَكَلاَمٍ.

****

«وَإِنْ كَانَ سَهْوًا؛ ثُمَّ ذَكَرَ قَرِيبًا، أَتَمَّهَا، وَسَجَدَ» أيْ: وإنْ كانَ سلامُهُ قبْلَ إتْمامِ الصَّلاَةِ وقعَ منْهُ سَهْوًا، وذكَرَ قريبًا، أتمَّ صلاتَهُ وسجد للسَّهْوِ، كمَا فعلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ([1]).

أمَا إِذَا لم يذْكُرْ إلاَّ بعدمَا طالَ الفَصْلُ، أو انتقضَ وُضوؤُه، أو تكلَّمَ فِي غيْرِ مَصلحَةِ الصَّلاَةِ؛ فإنَّهُ يُعِيدُها فِي هذه الأحوالِ:

الحالة الأولى: «فإنْ طَالَ الفَصْلُ» إِذَا طالَ الفصلُ؛ لأَِنَّ الحالةَ التي وقَعَتْ مِن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم كان الفصلُ فِيهَا قليلاً.

الحالة الثانية: إِذَا انتقضَ وُضوؤُه؛ لأَِنَّهُ لاَ يَصْلُحُ البِناءُ عَلَى مَا سبَقَ مِن صلاتِهِ؛ لِبُطلانِهِ بانتقاضِ الوُضوءِ.

الحالة الثالثة: «أَوْ تَكَلَّمَ لِغَيْرِ مَصْلَحَتِهَا؛ بَطَلَتْ» إِذَا تكلَّمَ كَلامًا خارجًا عَنْ مَصْلَحَةِ الصَّلاَةِ؛ لأَِنَّ الكلامَ الذي حصَلَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كانَ فِي مَصلحَةِ الصَّلاَةِ.

«كَكَلامِهِ فِي صُلْبِهَا» أي: تَبْطُلُ الصَّلاَةُ إِذَا تكلَّمَ فِيهَا بكلامٍ غيْرِ مَشْرُوعٍ جِنْسُهُ فِيهَا؛ لقوله تعالى: ﴿وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ [البقرة: 238]، فأمرَ بالسُّكُوتِ، ونهَى عَنِ الكلامِ، ولقولِه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ» ([2]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1173)، ومسلم رقم (570).

([2])أخرجه: مسلم رقم (537).