وَإِنْ نَفَخَ
انْتَحَبَ مِنْ غَيْرِ خَشْيَةِ اللهِ تَعالَى، أَوْ تَنَحْنَحَ مِنْ غَير حاجة،
فَبانَ حرفان؛ بَطَلَت.
****
«وَلِمَصْلَحَتِهَا إِنْ
كانَ يَسِيرًا لَمْ تَبْطُلْ» هَذَا بيانٌ لِلكلامِ الذي لاَ يُبْطِلُ الصَّلاَةَ، وهو
مَا اجتمعَ فِيه شَرطانِ:
الأول: أن يكونَ لِمَصلحةِ
الصَّلاَةِ، كمَا كلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصحابةَ، وكلَّمُوهُ فِي
حالةِ سهوِهِ صلى الله عليه وسلم، وبنَوْا عَلَى صلاتِهِمْ.
الشرط الثّاني: أنْ يكُونَ الكلامُ
يَسِيرًا، كالذي حصلَ مِنهُ صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ.
«وَقَهْقَهَةٌ
كَكَلامٍ» مِن أنواعِ الكلامِ الذِي يُبْطِلُ الصَّلاَةَ بالإجماعِ: القَهْقَهَةُ،
وهيَ الضَّحِكُ الذي معهُ صَوْتٌ يَبِينُ مِنْهُ حرفانِ فأكْثَرُ.
«وَإِنْ نَفَخَ» النَّفْخُ مِن
غيْرِ حاجةٍ يُبْطِلُ الصَّلاَةَ؛ لأَِنَّهُ يَبِينُ معَهُ حُروفٌ، ويَتركَّبُ
مِنه كَلِمَةٌ، فَيُبْطِلُ الصَّلاَةَ.
«انْتَحَبَ مِنْ
غَيْرِ خَشْيَةِ اللهِ تَعالَى» أيْ: رفَعَ صوْتَهُ بالبُكاءِ مِن غَيْرِ
خَشْيَةِ اللهِ، إنَّمَا بَكَى لمَوْتِ قَرِيبٍ، أو لِمُصِيبَةٍ نزلتْ به، فهَذَا
يُبْطِلُ الصَّلاَةَ؛ لأَِنَّهُ نَوْعٌ مِنَ الكلامِ، وَهُوَ غيْرُ مَشروعٍ فِي
الصَّلاَةِ.
أمَا إِذَا كانَ انتِحابُهُ مِن خشيةِ اللهِ، فهَذَا لاَ يُبْطِلُ الصَّلاَةَ؛ لأَِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يبْكِي فِي الصَّلاَةِ حتى يُسْمَعَ لِصَدْرِهِ أزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَلِ مِنَ البُكاءِ ([1]).
([1])أخرجه: أبو داود رقم (904)، والنسائي رقم (1214)، وأحمد رقم (16312)، والحاكم رقم (971).