وعَبَثُه،
وتخَصُّرُهُ، وَتَرَوُّحُهُ، وفرْقَعَةُ أَصَابِعِهِ وتَشْبِيكُهَا.
****
وَيُكْرَهُ: «تَغْمِيضُ
عَيْنَيْهِ»؛ لأَِنَّ هَذَا فِيه تشَبُّهٌ باليَهُودِ؛ لأَِنَّهم يُغمِضُونَ
أعيُنَهُم فِي صَلاتِهم، وَنَحنُ مَنْهِيُّونَ عَنْ التّشبُّهِ بهم.
ويُكْرَهُ: «إِقْعَاؤُهُ»
والإِقْعاءُ ([1]) له ثلاثُ صِفَاتٍ:
الصِّفة الأولى: أن يَفرِشَ
قدمَيْهِ، فِيجعَلَ ظُهورَهمَا إلى الأرضِ وبُطُونَهمَا.
الصِّفة
الثَّانِيَة: أن يجعَلَ مَقْعَدتَهُ عَلَى الأرضِ، ويرْفعَ فَخِذَيْهِ وساقيْهِ إلى
أعْلَى، ويعتمدَ عَلَى يدَيْهِ، وهَذَا إقعاءُ الكلبِ، وهَذَا أشدُّ أنواعِ
الإِقْعاء.
الصِّفة الثّالثة: أنْ يجعلَ بُطونَ
أصابعِ رِجْلَيْهِ عَلَى الأرضِ، ويرْفَعَ عَقِبَيْهِ، ويجْلِسَ عليهِمَا.
وهذه الصّفةُ؛ يقولُ
بعضُ العلماءِ: إنَّها مُستحبَّةٌ، وجاءَتْ فِي «صحيحِ مُسلم» ([2])، فهِيَ غيْرُ
مَكرُوهة، بل إِذَا فعلها الإِنْسانُ بعضَ الأحيانِ فَهِيَ سُنَّةٌ، لكِن لاَ
يداوِمُ عليْهَا.
«وَافْتِرَاشُ
ذِراعَيْهِ ساجِدًا» أي: يُكْرَهُ افتراشُ ذِراعَيْهِ عَلَى الأرضِ أو عَلَى
المصلَّى؛ لأَِنَّ هَذَا فِيه تشبُّهٌ بالكلبِ.
يُكْرَهُ فِي الصَّلاَةِ «عَبَثُهُ»، وهو اللَّعِبُ ومَا لاَ فائدةَ فِيه؛ لأَِنَّهُ يُذْهِبُ الخشوعَ، ويدلُّ عَلَى عدَمِ حُضور قلْبِهِ فِي الصَّلاَةِ، وذلك بكَثْرَةِ الحركاتِ، كعبَثِهِ فِي لِحيَتِه، أو فِي رأسِه، أو فِي ملابسِه، من غيرِ
الصفحة 1 / 380