×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

آكَدُها: كُسوفٌ، ثُمَّ اسْتِسْقاءٌ، ثُمَّ تراويحُ، ثُمَّ وَتْرٌ يُفْعَلُ بيْنَ العِشاءِ والفَجْرِ، وأقلُّهُ رَكْعَةٌ، وأَكْثَرُهُ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، مَثْنَى مثْنَى، ويُوتِر بِواحِدَةٍ.

****

وبعْضُهم يقولُ: أفْضَلُ مَا تطوَّعَ به الإِنْسَانُ طلَبُ العِلْمِ ([1])؛ لأَِنَّ «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ» ([2])، وفِي حديثٍ آخَرَ: «كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ» ([3]).

فأفضلُ الأعمالِ بعْدَ الفرائضِ طَلَبُ العِلْمِ؛ لمَا فِيه مِنَ النَّفعِ الخاصِّ والعامِّ، فطالبُ العِلم ينفعُ نَفْسَهُ، وينفَعُ غيْرَهُ، فنَفْعُهُ مُتَعَدٍّ، وأمَّا العابدُ فنَفْعُه قاصِرٌ عَلَى نفسِهِ، فالعابِدُ لهُ فضْلٌ، لكنَّ فضْلَهُ قاصِرٌ عَلَى نَفْسِهِ.

وَلِذَلِكَ قالُوا: إنَّ طلَبَ العِلْم أفْضَلُ القُرُباتِ بعْدَ الفرائضِ.

وكَوْنُكَ تجْلِسُ تتَعَلَّمُ مَسألةً مِنَ الفِقْهِ أفْضَلُ مِن أنْ تقُومَ ليْلَةً كامِلَةً؛ لأَِنَّ قيامَ اللَّيلِ فِيهِ خَيْرٌ، ولكنَّهُ خيْرٌ قاصِرٌ عليكَ، أمَّا تعلُّمُ المَسألَةِ مِنَ العِلمِ فإنَّهُ ينفَعُكَ، وينْفَعُ غيْرَك.

«آكَدُها» أفْضَلُ صَلاةِ التَّطوُّعِ: مَا تُسنُّ لهُ الجماعَةُ؛ مِثْلُ صَلاةِ الكُسوفِ، وصَلاةِ الاستِسْقاءِ، وصَلاة التَّراوِيح؛ وكُلُّ مَا تُسنُّ له الجماعَةُ فهو أفضلُ أنواعِ التَّطوُّعِ.

ثُمَّ يلِيهِ: مَا لاَ تُسنُّ لَهُ الجَماعَةُ، وأفضلُهُ: الوَتْرُ، ثُمَّ قِيام اللَّيلِ، ثُمَّ الرَّواتِب الَّتِي مع الفرائِض، ثُمَّ صَلاة الضُّحَى.


الشرح

([1])انظر: «جامع بيان العلم» لابن عبد البر (1/ 149 - 154).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3641) والترمذي رقم (2682)، وابن ماجه رقم (223). وأحمد رقم (21715).

([3])أخرجه: الترمذي رقم (2685)، والدارمي رقم (289)، والطبراني في «الكبير» رقم (7911).