والمراد به هنا: من ارتَكبَ كبيرةً
من كبائرِ الذُّنوب، دونَ الشرك ودونَ الكفر، فهذا يُسمَّى فاسقًا، ويُسمَّى ناقصَ
الإيمان، كما في كُتُبِ العقائد، لكنَّه مسلمٌ ناقصُ الإيمان، تصِحُّ صلاتُه، لكن
لا يكونُ إمامًا للأتقياء؛ لأنَّ الإمامَ قدوة، وإذا كان مُظْهرًا للفِسْق فإنَّه
لا يكونُ إمامًا؛ لئلا يقتدي به الناسُ ويعمَلوا مثل عملِه.
والفاسِق على قسمين:
1- فاسق في
الاعتقاد: بأن يكونَ معتزليًّا أو أشعريًّا أو من أصحابِ الفِرَقِ الضَّالةِ
في العَقيدة، هذا يُسمَّى فاسقًا في الاعتقاد.
2- فاسق
بالأفعال: كالذي يشربُ الخمرَ ويقتلُ ويزني، هذا فِسْقُه عَمَلي.
وكل منهما - على
المذهب ([1]) - لا تصِحُّ
إمامتُه؛ لأنَّه قدوة، ويخشَى أن يقتدِي به غيرُه، ولأنَّه لا يُؤْتَمن على
الصَّلاة؛ لأنَّ الإمامةَ أمانة، فلا يُؤتَمن على الصَّلاة، إلاَّ إذا كان
الفاسِقُ إمامًا أو أميرًا، فإنه يُصلَّى خلفَه لجَمْعِ الكلمة.
فالصَّحابةُ كانوا يُصلُّون خلفَ الأمراءِ وإن كانوا فُسَّاقًا، كالحَجَّاجِ وغيرِه، كانوا يُصَلُّون خلفَهم لأجْلِ جمْعِ الكلمة؛ لأنَّهم أمراءُ ولا يُخْتَلَفُ عليهم، أمَّا إذا كان غيرَ أميرٍ فإنه لا يُقدَّم، ولا تصِحُّ إمامتُه؛ على المَذْهب.
الصفحة 1 / 380
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد