إلا إذا كان فسقُه
مُكفِّرًا؛ كالذي يذبحُ لغيرِ الله، أو يَستغيثُ بالأموات، أو غير ذلك مما يفعلُه
عُبَّاد القُبور اليوم، فهذا لا تصحُّ الصلاة خلفه؛ لأنه لا تصحُّ صلاة نفسه.
ثانيًا: الكافر، فلا تصِحُّ
الصلاة خلفَه بالإجماع ([1])، وإن كان مُتقِنًا
للقراءة، وإن كان عندَه فقه، لفسادِ عقيدتِه؛ لأنه لا تصِحُّ جميعُ أعمالِه، فلا
تصِحُّ صلاتُه، وبالتالي لا تصِحُّ صلاةُ مَن خلفَهُ، سواء كان كافرًا أصليّا أو
مرتدّا.
لأنَّ الناسَ قد
يستغربون ويقولون: كيف؟ هل الكافر يصلِّي؟ نقول: قد يكونُ مرتدًّا، والناسُ
يَظنُّون أنه مُسْلم، وهو مرتد؛ لأنَّه مرتكِبٌ لناقضِ من نواقضِ الإسلام؛ كأن
يدعو غيرَ الله، أو يذبح لغيرِ الله، وما أكثر هؤلاء الآن، مِمَّن يدعو غيرَ الله،
ويستغيثُ بغيرِ الله، ويذبحُ للجنِّ، ويذبحُ للقبور، ما أكثر هؤلاء الآن في
المسلمين!!
وكذلك؛ إذا كان يعتنِقُ مذهبًا كافرًا، كما إذا كان يعتنقُ الشِّيوعيةَ أو العلمانية أو الحَدَاثة، أو يرى صحةَ مذاهبِ الكفار، أو لا يكفِّر الكفارَ ولا يتبرأ منهم، فإنه مثلهم، فلا تصِحُّ صلاتُه ولا تصِحُّ إمامتُه.
([1])انظر: «المغني» (3/ 32).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد