وَيَقْنُتُ
فِيهَا بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ،
وَعافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبارِكْ لِيَ
فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي ولاَ يُقْضَى
عَلَيْكَ، إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عادَيْتَ،
تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعَالَيْتَ.
****
فهاتانِ
السُّورتَانِ جمعَتا بينَ نَوْعَي التَّوحِيد: الخَبرِيِّ والعمليِّ؛ لِذلِكَ
سُمِّيَتْ سُورةَ الإخلاصِ، بأنَّها أُخْلِصَتْ للتَّوحيدِ، وهي تَعْدِلُ ثُلُثَ
القُرآنِ، و«قل يا أيها الكافرون» تعدِلُ رُبعَ القرآنِ؛ لمَا يتضمَّنانِهِ مِن
نَوْعَيِ التَّوحيدِ: توحيدِ العبادةِ، وتوحيدِ الرُّبوبِيَّةِ والأسماءِ والصِّفات.
«يَقْنُت» فِي الوَتْرِ «بَعْدَ
الرُّكُوعِ»، و«يَقْنُت»: مَعْنَاهُ: يدْعُو بعدَ الرُّكوعِ؛ لِفعلِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم ([1]).
والقنوتُ فِي
الوَتْرِ مُستَحَبٌّ، فلو أنَّهُ أوْتَرَ، ولم يَقنُتْ، فوتْرُهُ صَحِيحٌ.
فالوَتْرُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدةٌ، حثَّ عليهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وأمَرَ بهِ، وقالَ عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ» ([2])، وَقالَ صلى الله عليه وسلم: «الْوِتْرُ حَقٌّ» ([3])، والأحاديثُ فِيه كثيرةٌ.
الصفحة 1 / 380