لِحْيَتَه، قدْ أَزَالَ بعضَ وَجْهِه؛ لأَنَّ
اللهَ جَعَلَها مِنَ الوَجْه، وجمالاً للوَجْه، وفارقةً بين الذَّكَر والأُنْثى،
وعلامةً على الرُّجولةِ والشَّهامةِ.
وهي تنقسم إلى
قِسْمَيْنِ:
النَّوعِ الأَوَّلِ: لِحْيةٌ خفيفةٌ:
وهي التي يُرى الجِلْدُ مِنْ ورائِها، فهذه تُغسَل بالماءِ، ظاهرُها وباطنُها.
النَّوعِ الثَّاني: اللِّحْيةُ الكثيفةُ:
وهي التي تستُر ما وراءَها مِنَ الجِلْد، وهذه يجب غَسْلُ ظاهرِها؛ لأَنَّه مِنَ
الوَجْه، ولوْ طَالَ واسْتَرْسَلَ، يجب غَسْلُه لأَنَّه مِنَ الوَجْه، أَمَّا
داخلُها فإِنَّه يُستحبُّ أَنْ يُخلَّلَ بالماءِ بأَنْ يُدخِلَ أَصَابِعَه
مَبْلُولةً بالماءِ بيْن الشَّعر ويُخلِّلَه.
فاللِّحْيةُ
الخفيفةُ، تُغسَلُ ظاهرًا وباطنًا لأَنَّها مِنَ الوَجْه.
واللِّحْيةُ
الكثيفةُ، يجب غَسْلُ ظاهرها، وأَمَّا باطنُها فيُستحبُّ تخليلُه، وإِنْ ترك
التَّخليلَ فوُضوءُه صحيحٌ.
«وَالأَْصَابِع» مِنْ سُنن الوُضوءِ
تخليلُ الأَصَابعِ، وهو إِدْخالُ أَصَابعِه المَبْلولةِ بالماءِ بيْن أصابعِ
يدَيْه ورِجْلَيْه حتَّى يَصِلَ الماءُ إلى ما بيْنهما.
«وَالتَّيَامُن» أَيْ: البَدَاءَةُ بالميامين، فيغْسِل أَيْمنَ وَجْهِه، ثُمَّ يغسل أَيْسرَ الوَجْه، يغسل اليَدَ اليُمْنى، ثُمَّ اليَدَ اليُسْرى، ويغسل الرِّجْلَ اليُمْنى ثُمَّ الرِّجْلَ اليُسْرى؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْجِبُهُ التَّيَامُنُ فِي طُهُورِهِ ([1])، يعني في وُضوئِه صلى الله عليه وسلم واغْتِسالِه.
الصفحة 1 / 380