ومَن غسَّل
ميِّتًا، أو أَفاقَ من جُنونٍ أو إِغماءٍ بلا حُلُم؛ سُنَّ له الغُسلُ.
****
فأَمَرها أن
تَتناوَل هَذَا الفِراشَ من المَسجِد وهي حائِضٌ؛ لأنَّ هَذَا مُجَرَّد مُرورٍ؛
فدلَّ على جَوازِ المُرورِ لِمَن عَلَيه حَدَث أكبَرُ.
«ولا يَلبَث فيه
بغَيرِ وُضوءِ» وإذا احتَاجَ إلى الجُلوسِ فِي المَسجِد؛ فإنَّه يَجلِس بشَرطِ أن
يَتَوضَّأ؛ لأنَّ الوُضوءَ يُخَفِّف الحَدَث، فيَتَوَضَّأ ويَلْبَث فِي المَسجِد.
وكان الصَّحابَة
يَتَوضَّئُون وعَلَيهم الجَنابَة، ويَجلِسون فِي المَسجِد ([1]).
لمَّا انتَهَى من
بَيانِ الأَغسالِ الوَاجِبَة، انتَقَل إلى ذِكْر شيءٍ من الأَغسالِ المُستَحَبَّة.
والأَغسَالُ
المُستَحَبَّة كَثيرَة، حَوالَي ثَمانِيةَ عَشَرَ غُسلاً، ذَكَر مِنها هنا
اثنَيْن، وتَأتِي البَقِيَّة إن شاء الله.
الأوَّل: «مَن غسَّل
ميِّتا» وهو الَّذي يُباشِرُه ويَقلِبُه - لا الذي يَصُبُّ الماءَ -؛ فإنَّه
يُستَحَبُّ له أن يَغتَسِل بعد الفَراغِ من تَغسيلِ المَيِّتِ؛ لقَولِه صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ، وَمَنْ حَمَلَهُ
فَلْيَتَوَضَّأْ» ([2]).
الثَّانِي من الأَغسالِ المُستَحَبَّة: «أو أَفاَق من جُنونٍ أو إِغماءٍ بلا حُلُم؛ سُنَّ له الغُسلُ» إذا أفاق الإِنسانُ من جُنونٍ أو إِغماءٍ؛ فإنَّه يُستحَبُّ له الاغتِسالُ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد