×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وتُكرَه إمامةُ اللَّحَّان، والفأفاء، والتَّمتام، ومن لا يُفصِح ببعضِ الحروف، وأن يَؤُمَّ أجنبيّةً فأكثر لا رجُل مَعَهُن.

أو قومًا أكثرهم يكرهه بحقٍّ. وتصِحُّ إمامةُ ولدِ الزِّنى والجنديِّ إذا سلِم دينُهما.

****

  هذا بيانٌ لمَن تُكرَه إمامتُهم، وهم:

أولاً: «اللَّحَّان» اللَّحن الذي لا يَحيل المعنى؛ كنصبِ المرفوعِ وجرِّ المنصوبِ إعرابًا.

ثانيًا: «والفأفاء، والتَّمتام» وكذلك الفأفاءُ، وهو الذي يُكرِّرُ الفاء، أو يُكرِّر التاء فيُسمَّى التمتام.

ثالثًا: «ومن لا يُفصِح ببعضِ الحروف» أي: لا ينطِقُ ببعضِ الحروفِ عجزًا عن ذلك.

رابعًا: «وأن يَؤُمَّ أجنبيّةً فأكثر لا رجُل مَعَهُن» ويُكرَه للرجلِ أن يَؤُمَّ النساءَ الأجنبياتِ اللاتي ليس مَعَهُن رجلٌ من مَحَارمِهن، أو ليس مَعَهن امرأةٌ من محارمِه؛ لأنه يخشَى من الفتنة.

خامسًا: «أو قومًا أكثرُهم يكرَهُه بحقّ» يُكرَه أن يؤمَّ قومًا أكثرُهم يكرهُه بحقٍّ، أي: بهذين الشرطين:

الشرط الأول: أن يكونَ أكثرُهم يكرهُه، فإن كان الذين يكرهونه أقلّ فلا يكره أن يؤمّهم.

الشرط الثاني: أن تكونَ كراهتهم له بحقٍّ؛ كأن يكون مقصرًا في أمرٍ من أمور دينه، فهذا يكره أن يؤمّهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم «ثَلاَثَةٌ لاَ تُجَاوِزُ صَلاَتُهُمْ رُؤُوسَهُمْ»، وذكر منهم: «مَن أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (360)، والطبراني في «الكبير» رقم (8090).