باب فُروضِ الوُضوءِ وصفتِه
****
«باب فُروضِ الوُضوءِ وصفتِه»: يعني
الأَعْضاءَ التي يجب غسلُها في الوُضوءِ.
و«الوُضوء»
بضمِّ الواو مصدرُ توضَّأَ وُضُوءًا، يُطْلَقٌ على الفِعْل، وأَمَّا الوَضوءُ
بفتْح الواو، فالمُرادُ به: الماءُ الذي يُتطهَّر به ([1]).
و«الوُضوء»
معناه في اللُّغة: الوَضاءَةُ والحُسْنُ.
وأَمَّا في الشَّرع
فالوُضوءُ: اسْتِعْمالُ ماءٍ طَهُورٍ، في أَعْضاءٍ مخصوصةٍ، على صفةٍ مخصوصةٍ.
وفيه فضْلٌ عظيمٌ:
مِنْ ذلك: أَنَّ اللهَ جل
وعلا يُكفِّر به الخطايا، فقدْ جَاءَ في الحديث: أَنَّ المُتَوَضِّئ تَتَسَاقَطُ
خَطَايَاهُ مَعَ مَاءِ الوُضُوءِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ سَقَطَتْ كُلُّ
خَطِيْئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ، وَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ تَسَاقَطَتْ
كُلُّ خَطِيْئَةٍ عَمَلَهَا بِيَدَيْهِ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ
الْمَاءِ، وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ سَقَطَتْ كُلُّ خَطِيْئَةٍ مَشَى إِلَيْهَا
بِرِجْلَيْهِ، مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ ([2]).
ومِنْ فضائِل الوُضوءِ: أَنَّه يكون نورًا يوم القيامة، وعلامةً على أَصْحابه الذين كانوا يستعملونه في الدُّنْيا، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ» ([3]).
الصفحة 1 / 380