×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ويطهُرُ بولُ غلامٍ لم يأكلِ الطَّعامَ بنضحِهِ.

****

وقَولُه: «أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا» يَشمَل المائِعَ والجامِدَ. فإذا وَقَعت الفَأرَةُ أو النَّجاسَة فِي دُهْنٍ؛ فإنَّها تُلْقَى وما حَولَها، سواءٌ كان مائِعًا أو جامِدًا؛ هَذَا هو الصَّحيحُ.

قال: «وإنْ خَفِي مَوضِعُ نَجاسَةٍ» إذا خَفِي مَوضِع نَجاسَةٍ، بأنْ يُعلَم أنَّ الثَّوبَ فيه نَجاسَة، ولَكِن ما يُدرَى أين هي فِي الثَّوبِ؟ فإنَّه يُغسَل كلُّ المُشتَبِه حتَّى يَجزِمَ بزَوالِ النَّجاسَة، سواءٌ كان هَذَا فِي الثَّوبِ أو فِي الفِراشِ.

أمَّا إن كانت فِي الأَرضِ، فإنْ كانَت الأَرضِ ضيِّقةً فهي مِثْلُ الثَّوبِ، يُغسَل حتَّى يَجزِم بطَهارَة البُقعَة.

أمَّا إنْ كان المَكانُ وَاسِعًا؛ فإنَّه يَتحرَّى ويُصلِّي فِي أيِّ مَكانٍ من المَحَلِّ الواسِعٍ.

«ويطهُرُ بولُ غلامٍ لم يأكلِ الطَّعام بنضحِهِ» هذا هو القِسمُ الثَّالث: وهُو النَّجاسةُ المخفَّفةُ، وهي بولُ الغلامِ الَّذِي لم يأكُلِ الطَّعامَ، فهَذا يكفي أنْ يُنضحَ ويرشَّ بالماءِ فقط ولا يعصر؛ لقولِهِ صلى الله عليه وسلم: «يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلاَمِ» ([1])، وجِيءَ بغلامٍ إليه صلى الله عليه وسلم، فبالَ على ثوبِه، فدعَا بماءٍ فصبَّهُ عليهِ ([2]).

أمَّا إذا أَكَلَ الطَّعامَ باختيارِه وشَهوتِه صَارَ مثل الكَبِيرِ، يغسلُ كما يُغسَلُ بولُ الكبيرِ.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (376)، وابن ماجه رقم (526)، والنسائي رقم (304)، وأحمد رقم (1149).

([2])أخرجه: البخاري رقم (220)، ومسلم رقم (287).