فَصْلٌ
وَيُكْرَهُ فِي
الصَّلاَةِ التِفَاتُهُ، ورَفْعُ بَصَرِهِ إلى السَّمَاءِ، وَتَغْمِيضُ عَينَيْهِ،
وَإِقْعاؤُهُ، وَافْتِرَاشُ ذِرَاعَيْهِ سَاجِدًا.
****
«فصلٌ»: هَذَا الفصلُ فِي بَيانِ مَا
يُكْرَهُ فِي الصَّلاَةِ:
يُكْرَهُ فِيهَا
أشياءُ، ويباحُ فِيهَا أشياءُ، وهِيَ كمَا يلي:
«وَيُكْرَهُ فِي
الصَّلاَةِ التِفاتُهُ» أي: التفاتُهُ بوجْهِهِ عَنِ القِبْلَةِ؛ لأَِنَّ
الالتفاتَ اختلاسٌ يختَلِسُه الشّيطانُ مِن صَلاَةِ العبْدِ ([1])، ولأَِنَّهُ إِذَا
التفتَ انشغلَ قلْبُهُ، وأعرَضَ عَنِ اللهِ؛ لأَِنَّ اللهَ ينصِبُ وَجْهَهُ
تِلقاءَ وجْهِ المُصَلِّي ([2])، فَإِذَا التفتَ
فإنَّهُ يكونُ قَدْ أعْرَضَ عَنِ اللهِ.
ومِمَا يُكْرَهُ فِي
الصَّلاَةِ: «رَفْعُ بَصَرِهِ إلى السَّمَاءِ» لأَِنَّ المَشْرُوعَ
للمُصَلِّي أنْ ينظُرَ إلى مَوْضِعِ سُجُودِهِ ([3])؛ لأَِنَّ هَذَا
أدْعَى لخُشُوعِهِ وإقْبالِ قلْبِهِ إلى اللهِ عز وجل.
وجاء فِي الحديثِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ رَفْعِهِمْ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ ولا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ» ([4]).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد