×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

فَصْلٌ

وَيُكْرَهُ فِي الصَّلاَةِ التِفَاتُهُ، ورَفْعُ بَصَرِهِ إلى السَّمَاءِ، وَتَغْمِيضُ عَينَيْهِ، وَإِقْعاؤُهُ، وَافْتِرَاشُ ذِرَاعَيْهِ سَاجِدًا.

****

  «فصلٌ»: هَذَا الفصلُ فِي بَيانِ مَا يُكْرَهُ فِي الصَّلاَةِ:

يُكْرَهُ فِيهَا أشياءُ، ويباحُ فِيهَا أشياءُ، وهِيَ كمَا يلي:

«وَيُكْرَهُ فِي الصَّلاَةِ التِفاتُهُ» أي: التفاتُهُ بوجْهِهِ عَنِ القِبْلَةِ؛ لأَِنَّ الالتفاتَ اختلاسٌ يختَلِسُه الشّيطانُ مِن صَلاَةِ العبْدِ ([1])، ولأَِنَّهُ إِذَا التفتَ انشغلَ قلْبُهُ، وأعرَضَ عَنِ اللهِ؛ لأَِنَّ اللهَ ينصِبُ وَجْهَهُ تِلقاءَ وجْهِ المُصَلِّي ([2])، فَإِذَا التفتَ فإنَّهُ يكونُ قَدْ أعْرَضَ عَنِ اللهِ.

ومِمَا يُكْرَهُ فِي الصَّلاَةِ: «رَفْعُ بَصَرِهِ إلى السَّمَاءِ» لأَِنَّ المَشْرُوعَ للمُصَلِّي أنْ ينظُرَ إلى مَوْضِعِ سُجُودِهِ ([3])؛ لأَِنَّ هَذَا أدْعَى لخُشُوعِهِ وإقْبالِ قلْبِهِ إلى اللهِ عز وجل.

وجاء فِي الحديثِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ رَفْعِهِمْ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ ولا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ» ([4]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (718).

([2])أخرجه: البخاري رقم (398) ومسلم رقم (547).

([3])أخرجه: البيهقي رقم (3360) من حديث أنس قال: قال رسول الله: «يَا أَنَسُ، اجْعَلْ بَصَرَكَ حَيْثُ تَسْجُدُ».

([4])أخرجه: البخاري رقم (717)، ومسلم رقم (429).