فإن أضيف إلى
الماء النّجس طهور كثير غير تراب ونحوه، أو زال تغيُّر النّجس الكثير بنفسه أو نزح
فبقي بعده كثيرٌ غير متغيّر، طهر.
****
إذًا يتلخَّصُ منْ
هَذا، أنَّ المِيَاهَ ثلاثَةُ أقْسامٍ:
طَهُورٌ، وطَاهِرٌ،
ونَجِسٌ.
وهَذا علَى
المَذْهَبِ.
والقَوْلُ
الصَّحيحُ: أنَّ الماءَ يَنقَسِمُ إلى قِسْمَيْنِ فقَطْ: طَهورٌ، أو نَجِسٌ.
والطَّاهِرُ الَّذي
ذَكَروهُ يدْخُلُ في قِسْمِ الطَّهورِ مَا لمْ يتَحوَّلْ عن مُسَمَّى الماءِ إلى
مُسَمَّى آخَرَ، كالشَّاي والخلِّ والنَّبيذِ.
وإذًا تكونُ أقسامُ
النّجِسِ ثلاثَةً:
ما تغيَّرَ
بالنَّجاسَةِ، أو لاَقَاها وهو يَسيرٌ، أو انفَصَلَ عن مَحَلِّ نَجاسَةٍ قَبْلَ
زَوالِها.
وقولُه: «ما تغَيَّرَ
بنَجاسَةٍ» هذا بالإجْماعِ.
وقولُه: «أَو لاَقَاها وهُو
يَسيرٌ»، ولمْ يَتَغيَّرْ، وهذَا مَحَلُّ الخِلافِ والجُمْهورُ علَى أنَّه طَهورٌ،
مَا دامَ لمْ يتغَيَّرْ، وهو الصَّحيحُ؛ لأنَّ النَّجاسَةَ لم يَظْهَرْ لها فيه
لَوْنٌ، ولا رِيحٌ، ولا طَعْمٌ.
«فإنْ أُضيفَ إلى
الماءِ النَّجِسِ طَهورٌ كثيرٌ غيرُ تُرابٍ ونحوِهِ، أو زَالَ تغيُّرُ النَّجِسِ
الكثيرِ بنَفْسِه أو نُزِحَ فبَقِيَ بعْدَه كثيرٌ غيرُ مُتَغيِّرٍ، طَهُرَ» لمَّا انتَهَى من
تَقْسِيمِ المِياهِ انتَقَلَ إلى مَسأَلَةِ تطْهيرِ الماءِ النَّجِسِ، بأحَدِ
ثلاثَةِ أُمُورٍ:
الأَمْرُ الأوَّلُ: إذا أُضِيفَ إليهِ ماءٌ كثيرٌ، أي صُبَّ عليهِ ماءٌ كثيرٌ، فهذَا
الصفحة 1 / 380