×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وَيُكْرَهُ الْقَزَعُ.

****

إِلاَّ إِذَا خَافَ على نفسه فإِنَّه يترُكُه دَرْءًا للمَفْسدةِ؛ لأَنَّ دَرْءَ المفاسدِ مُقدَّمٌ على جلب المصالح، ولكنِ الآن - والحمد لله - مع تقدُّم الطِّبِّ صَارَ الخِتانُ سهلاً جِدًّا، وهناك مِنَ الأَدْوِيَةِ ما يُسهِّل هذا الأَمْرَ.

«يُكْرَهُ الْقَزَعُ»، «القَزَعُ»: هو حلْقُ بعضِ شَعْرِ الرَّأْسِ وترْكُ بَعْضِه ([1])؛ لأَنَّ هذا فيه تشويهٌ للشَّعر، وتشبُّهٌ بالنَّصارى، وقدْ قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «احْلِقْهُ كُلَّهُ أَوْ دَعْهُ كُلَّهُ» ([2])، أَمَّا حَلْقُ بعضِه، وتركُ بعضِه فهذا يُسمَّى بالقَزَعِ؛ لأَنَّه يُشْبِهُ قَزَعَ السَّحابِ المُتقطِّعِ.

وهو أَنْواعٌ:  منهم: مَنْ يَحْلِقُ جوانبَ الرَّأْس ويترُكُ وَسَطَه.

ومنهم: مَنْ يَحْلِقُ وَسَطَ الرَّأْس ويترُكُ جوانبَه.

ومنهم: مَنْ يَحْلِقُ جانبًا مِنَ الرَّأْس ويترُكُ الجانبَ الآخَرَ.

ومنهم: مَنْ يَحْلِقُ مُقدَّمَ الرَّأْس ويترُكُ قَفَاهُ.

فالقَزَعُ أَنْواعٌ، وكلُّها مَنْهِيٌّ عنها، كما ذَكَرَ ذلك ابْنُ القَيِّمِ رحمه الله، فإِمَّا أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَه كلَّه، وهذا مباحٌ للرَّجُل، وإِمَّا أَنْ يترُكَه كلَّه.

وتركُه كلُّه وتغذيتُه مِنَ السُّنَّة، فمِنْ سُنَّةِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم اتِّخاذُ الشَّعر وتغذيتُه والعنايةُ به.

وكان صلى الله عليه وسلم لاَ يَحْلِقُه إلاَّ عندَ تحلُّلٍ مِنْ حجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، وكان صلى الله عليه وسلم له لِمَّةٌ، تَمْلَأُ ما بيْن مَنْكِبَيْهِ ([3]).


الشرح

([1])«القاموس المحيط» (970).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4195)، والنسائي رقم (5062).

([3])أخرجه: مسلم رقم (2337).